حسن الستري

اتفق اقتصاديون على ضرورة توحيد المواقف العربية لإيقاف الأطماع الاستعمارية التركية في البلاد العربية، وطالبوا بمقاطعة اقتصادية من قبل العرب ودول الخليج تحديدا لتركيا.

وأكدوا لـ"الوطن"، دعم ومساندة مصر في مواجهة التدخلات التركية على حدودها، وتأييد كافة الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها القومي، والتصدي للتدخل التركي في الشؤون الداخلية الليبية.



وقال الاقتصادي كاظم السعيد: "نحن اليوم كخليجيين نساهم بشكل كبير كبيرة في الاقتصاد التركي، تم السماح للشركات التركية بالعمل في الخليج، وحققت أرباحا عالية، كما أن البضائع التركية مسموح لها بدخول البحرين وحققت نسبة كبيرة نظرا للقوة الشرائية الموجودة في الخليج".

وتابع: "هناك استثمارات من قبل الخليجيين في تركيا، والقطاع السياحي والعقاري شهد طفرة بسبب مشاركة رجال الأعمال الخليجيين في الجانب العقاري والاستثماري، يجب أن نراجع أنفسنا".

وأردف "شجعنا على الاستثمار في تركيا، لقد قدمنا كل حاجة من أجل خير تركيا من القيادة ورجال الاعمال، يجب المقاطعة لاننا لم نحصل على معاملة بالمثل، خصوصا آن بلدا صديقا كمصر يتعرض لعدوان تركي، والاستثمارات الخليجية بالمليارات وستؤثر المقاطعة حتما على تركيا، ستهبط العملة التركية، وسيضعف دورها في ليبيا، فأمن مصر لا يتجزأ من أمن الخليج ونستذكر وقوفها معنا في كثير من القضايا، ونتمتع بعلاقات متميزة تاريخية ولهم دور بارز في النهضة الخليجية خصوصا التعليمية".

من جانبه، قال الاقتصادي أكبر جعفري: "موقف مصر تجاه الدول العربية تاريخي ومشرف وأزلي، كل شيء نقدمه لمصر رد للجميل وليس مساعدة، فمصر ساعدت جميع الدول العربية في أوقات حرجة ومتفاوتة، أغلبنا درسنا على ايدي مصريين في البحرين بمناهج مصرية ومصر كانت وقتها تمول جزءا من الطاقم التدريسي، ومن حيث الثقل السياسي، مصر دولة كبيرة وعظيمة لها ثقل اقتصادي وعسكري وهي قلب العالم العربي النابض، وهذه لا يختلف عليها اثنان في البحرين".

وواصل: "علاقتنا الاقتصادية مع تركيا علاقات في القطاعات الناعمة مثل السياحة والعقار، ولا يوجد تاثير لتركيا على الخليج وانما تاثير هامشي سيكون علينا لو قاطعناها، بخلاف تأثيرنا عليها، فماذا تصدر تركيا للخليج، سوى مواد غدائية، نستطيع أن نستوردها من غيرها، لا يوجد تدخل في القطاعات السيادية مثل الصناعات الثقيلة والتحويلية والنفط والبتروكيماويات".

وأضاف: بالمقابل سيكون هناك تاثير مباشر على قطاع العقارات والسياحة والاستثمار في المحفظات المالية المنتشرة، سيكون تأثير مزعج لتركيا خصوصا أن الليرة التركية هابطة وهناك جمود اقتصادي داخلي وعلاقات غير سوية مع الاتحاد الاوروبي، وسيتم ارباك القوات التركية مع الحدود مع سوريا وفي اقليم كردستان بالذات، لأن تركيا في موقف صعب ولا تتحمل أي ضربات، فسياسة تركيا سياسة تخبط، مع الكل صدام، مع الاتحاد الاوروبي وروسيا وسوريا واليونان وقبرص والعراق، حتى إيران علاقاتها متذبذبة معها.

من جانبه، قال الاقتصادي إبراهيم زينل: "المقاطعة الخليجية لتركيا سيكون لها تأثير كبير على اقتصاد تركيا، خاصة إذا كانت السعودية لأنها تستورد كميات كبيرة من تركيا، وهناك استثمارات كثيرة في تركيا ومن الطبيعي أن أي مقاطعة ستؤثر على تركيا التي تعتمد على الاستثمارات الخليجية".

أما الاقتصادي أكرم مكناس، فقد قال: "تركيا بنفس الموقف مع إيران والاثنان يريدان تقاسم العالم العربي، فتركيا سبب بلائنا في العالم العربي، هي دولة استعمارية وكانت داء غريبا عجيبا أرجعتنا إلى الخلف، ونحن مع أي شيء لإيقاف الزحف العثماني الذي لا هدف له، من الذي استفاد من الصراع في سوريا؟، لم تستفد سوى أمريكا وروسيا".

وتابع: "يجب أن تكون المقاطعة عربية وخليجية بالذات وهذا سيؤثر على الاقتصاد التركي، يكفيك أن تعرف أن تركيا زارها العام الماضي أكثر من مليون سائح عربي، ولو أنفق كل واحد منهم 500 دولار، فأنت تحرمهم من 500 مليون دولار، سيتضررون حتما، ولكن نتمنى أن توقف قطر دعمها المالي إلى تركيا لأن الموضوع عربي إسلامي وليس موضوعا بسيطا".