أسباب كثيرة تجعل المرء يجزم بأن عدد البعثات التي ستوفرها وزارة التربية والتعليم هذا العام للمتفوقين في الثانوية محدودة، أبرزها الظروف التي يمر بها برميل النفط الذي استمرأ الانخفاض والظروف التي تمر بها البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، فهذه وتلك وغيرها أكلت الكثير من أخضر البلاد وأحمره وصار من الطبيعي الاتجاه نحو خفض المصروفات. ومن الطبيعي أيضاً أن يشمل هذا البعثات التي يؤمل الكثيرون من الطلبة أن تكون من نصيبهم وخصوصاً في التخصصات التي لا يزال الآباء يؤمنون بأنها الأفضل لمستقبل أبنائهم.

حسب تقديري فإن البعثات المخصصة لدراسة الطب مثلاً هذا العام قد لا تتجاوز عدد أصابع اليدين، وهذا – لو كان صحيحاً – يعني باختصار أن البلاد ستضطر مستقبلاً إلى استيراد أعداد أكبر من الأطباء ليغطوا العجز، وهذا وذاك قد يؤثران على المشاريع الصحية المعتمدة أو التي ستعتمد.

ولأن حال البعثات في التخصصات الأخرى لن يكون أفضل من حال تخصص الطب لذا صار لزاماً التفكير في مخارج أخرى تتيح لوزارة التربية والتعليم توفير عدد أكبر من البعثات وتتيح لها إرضاء معظم المتفوقين أو جميعهم بتوفير رغباتهم الأولى.

ربما كان مناسباً هنا التذكير بالنجاح الذي حققته حملة «فينا خير» التي قادها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب ومستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة والتي جاءت معبرة بصدق عن ديدن شعب البحرين والمقيمين فتم بما ساهموا به حل الكثير من المشكلات المجتمعية وهو الأمر الذي لا يزال متواصلاً.

تنظيم حملة مماثلة لحملة «فينا خير» - ولا بأس لو سميت «فينا خير 2» - تخصص لتغطية تكلفة البعثات الإضافية تساهم فيها الشركات والمؤسسات، كبيرها وصغيرها، والأفراد، كبيرهم وصغيرهم من شأنه أن يؤكد التلاحم المجتمعي ويحل مشكلة كبيرة.. ويفتح الباب أيضاً لحل مشكلات أخرى يسهل حلها بهذا الأسلوب.