خرجت مدرسة ابن خلدون الوطنية الفوج التاسع والعشرين من طلبتها والبالغ عددهم 95 طالباً، حيث أنهى 39 منهم متطلبات برنامج دبلوم البكالوريا الدولية، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، وذلك وسط احتفال افتراضي أقيم أمس في خليج البحرين.

وتضمن برنامج الحفل عدة فقرات، حيث بدأ بموكب دخول سيارات أولياء أمور الخريجين إلى موقع الحفل للاصطفاف في الأماكن المحددة مسبقاً تطبيقاً للاحترازات والتدابير الوقائية الصادرة عن الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19) لضمان سلامة جميع الحضور.

وتمت الاستعانة بالتقنيات المتطورة لضمان سلامة الحضور، حيث بث الحفل على الإذاعة واقتصر عدد السيارات المسموح بها على سيارة واحدة لكل خريج مع الحرص على بقاء الطلبة داخل سيارتهم طوال فترة الحفل باستثناء وقت استلام الشهادات وذلك بعد العبور من خلال جهاز التعقيم للصعود إلى المسرح لالتقاط صورة تذكارية مع رئيس المدرسة مع الحرص على إبقاء مسافة تباعد مقدارها مترين على الأقل، قبل عودة الطالب إلى سيارته مرة أخرى.



كما تم بث الحفل مباشرة عبر قناتي المدرسة على الإنستغرام واليوتيوب لإتاحة الفرصة لجميع أفراد عائلة الخريجين وأصدقائهم لمشاهدة الحفل.

واستهل الحفل بالنشيد الوطني لمملكة البحرين تبعه تلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها الطالب محمد عادل بوجيري، رحب بعدها رئيس المدرسة، د. كمال عبدالنور بالحضور، مقدماً خالص التقدير لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تفضل سموه برعاية حفل تخرج الفوج التاسع والعشرين من طلبة المدرسة.

وألقى رئيس مجلس أمناء المدرسة، فاروق المؤيد، كلمة المدرسة شكر فيها راعي الحفل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على اهتمامه الدائم والمتواصل، مثنياً على توجيهات القيادة الحكيمة لدعم وتطوير قطاع التربية في المملكة، كما هنأ الطلبة على إنجازاتهم الأكاديمية المتميزة متمنياً لهم دوام التوفيق والنجاح.

وأشاد بتوجيهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الورزاء، في التعامل مع مستجدات انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) بسرعة وحسم للحد من أثر هذه الجائحة على السكان من مواطنين ومقيمين وعلى مجتمع الأعمال عامة.

ونوه بالجهود التي قام بها الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19) بقيادة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

وأعرب عن خالص التهنئة لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، باعتماد منظمة اليونسكو لمبادرة سموه باعتماد الخامس من أبريل من كل عام باليوم الدولي للضمير وذلك تعزيزاً لثقافة السلام والمحبة.

وقدم خالص التهنئة للطلبة الخريجين، داعياً الله العلي القدير أن يوفقهم في حياتهم الجامعية ليسهموا في بناء المعارف في المجالات المختلفة كل حسب اختصاصه لينضموا إلى صفوف إخوانهم وأخواتهم في قطاعات العمل المختلفة للمساهمة في دفع عجلة التقدم والنجاح.

بعدها، ألقى كلمة الخريجين القدامى، سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الشيخ عبد الله بن راشد آل خليفة، خريج عام 1997، حيث رحب بالحضور من موقع عمله في العاصمة الأمريكية واشنطن، معرباً عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال.

وقال: "إن كانت المسافة الفاصلة بيننا آلاف الأميال، فبفضل ما تنعم به مملكة البحرين من ريادة وتطور في العهد الزاهر لسيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى تسارعت مسيرة التنمية، وحرصت المؤسسات التعليمية على مواصلة عملها النبيل لتجني ثمارها اليوم".

وأكد أن الرعاية التي يقدمها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عاماً بعد عام لهذا الحفل، ما هي إلا دليل على ذلك، متوجهاً بتحية إجلال وتقدير واحترام إلى أولياء الأمور الذين لهم الفضل الدائم من بعد الله لكافة الإنجازات المتحققة في حياة أبنائهم.

وأضاف: "إخواني وأخواتي خريجي صف 2020، أنتم مميزون وتخرجكم اليوم حدث تاريخي فريد من نوعه، سوف تبقى ذكراه خالدة في أذهاننا جميعاً. قد لا تدركون ذلك ولكن الواقع يؤكد أن التجربة التي مررتم بها خلال الأشهر الستة الأخيرة صقلتكم وقدمت لكم دروساً عملية طورت من شخصيات، ليدوم هذا التطور معكم سنوات عديدة".

وتابع "على الرغم تفشي الجائحة عالمياً واصلتم العمل والاجتهاد ولم تتراجعوا وإنما تكيفتم مع الأمر، واتبعتم طرقاً تعليمية جديدة وأبديتم إصراركم للوصول إلى هدفكم، وها أنتم على مشارف الانتقال إلى مرحلة هامة في حياتكم".

وقال: "رغم أننا نتحدث عن وباء مسّ دول العالم أجمع إلا أنه بالنظر إلى الواقع الأقل ضبابية فأنتم في حقيقة الأمر مقبلون على مرحلة واعدة في تاريخ البحرين، لتنضموا إلى فريق لي عظيم الشرف أن أحسب نفسي عضواً فيه ألا وهو فريق البحرين. فأينما أخذتكم دراستكم لا تنسوا بأنكم أنتم البحرين، وكل من فيكم سفير لبلده تمثلون البحرين في جميع مراحل حياتكم في الداخل والخارج من خلال تواضعكم وشهامتكم وخصالكم الطيبة والأصيلة، والتي تنعكس بإعجاب كل من يلتقي بكم".

واستذكر سنوات دراسته في مدرسة ابن خلدون الوطنية معرباً عن شكره لأعضاء الهيئة التعليمية في المدرسة، مؤكداً على المستوى العالي لخريجي المدرسة، التي تعد مؤسسة تعليمية رفيعة، تخرج الكوادر التعليمية في شتى المجالات.

واستمع الحضور لكلمة رئيسة مجلس الطلبة لولوة محمد الخاجة، شكرت فيها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء على رعاية سموه لقطاع التعليم في مملكة البحرين ليصل إلى مصاف الدول المتقدمة عالمياً، ومن بعدها ألقت الطالبة لارا إسحاق حسن، الأولى على الدفعة، والطالب سعود سلمان الدوسري، منتخب من قبل الخريجين، كلمات عبروا من خلالها عن شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء ولمدرسيهم وأولياء أمورهم قبل بدء مراسم استلام الشهادات من رئيس المدرسة.

وتم توزيع الشهادات على الطلبة الخريجين وتقدم رئيس المدرسة كمال عبد النور نيابة عن مجلسي الأمناء والإدارة والهيئات الإدارية والتعليمية والطلابية في المدرسة بأصدق تعابير الشكر إلى رئيس الوزراء لتكرم سموه برعاية حفل تخريج الفوج التاسع والعشرين من طلبة المدرسة، مقدماً شكره لجميع الحضور متمنياً لطلبة الفوج التاسع والعشرين مزيداً من التوفيق والنجاح والازدهار في دراستهم الجامعية وحياتهم المهنية.

يذكر أن هذه الدفعة قد أحرزت المركز الأول في برنامج تحدي التداول الاستثماري "TradeQuest" وتعد هذه السنة الثالثة على التوالي لتحقيق المدرسة لهذا اللقب.

كما فازت مجموعة من خريجي دفعة عام 2020 بالمركز الأول ضمن فئة المدارس في مسابقة الشركة للشباب رائدي الأعمال التي تنظمها مؤسسة إنجاز البحرين ومثل الفريق الفائز البحرين على مستوى الإقليمي، وتم قبول العديد منهم في عدد من أفضل الجامعات على المستوى العالمي المحلي.

يشار إلى أن المدرسة، هي أحد أعرق المؤسسات التعليمية في البحرين، وحازت على تقدير ممتاز في دورات مراجعة هيئة التعليم والتدريب، وتعتز المدرسة بتمكين طلبتها وإعدادهم لمواصلة دراسات الجامعية وفق مناهج دولية باعتماد أفضل الممارسات والأساليب التعليمية التي تواكب احتياجات الناشئة لتخريج نخب الطلبة الذين يتقلدوا عدداً من المناصب القيادية على المستوى المحلي والإقليمي.