مريم بوجيري

رصدت "الوطن"، ردود فعل متابعيها عبر صفحتها عبر منصة "انستغرام" حول ارتفاع نسب الزواج خلال أزمة فيروس كورونا وما جاءت به من تباعد اجتماعي وانخفاض التكاليف، حيث أبدى 73% من إجمالي 149 مشاركاً في الاستطلاع تأييدهم لزيادة نسب الزواج خلال الفترة الحالية نظراً لقلة التكاليف.

ووفقاً للاستطلاع، فإن 27% أجابوا بـ "لا" حيث بلغ عددهم 56 مشاركاً من إجمالي 204 أشخاص شاركوا بالاستطلاع، في حين أبدى 69% من المشاركين عبر صفحة "الوطن" على "تويتر" تأييدهم لزيادة النسبة المذكورة في حين أجاب 31% منهم بـ "لا".



ومن ضمن التعليقات التي شارك بها جمهور "الوطن" عبر "الانستغرام"، أشارت رباب العصفور إلى أن الفتره الحالية تعد فرصة من يريد الزواج بعيداً عن الصرف والبذخ.

في حين أشار خالد العيناتي، إلى أن البعض منهم يتجه خلال الفترة الحالية لعقد القران ومن ثم إقامة حفل الزفاف عند تحسن الأوضاع الحالية، فيما أجاب سعد الدوسري بأن الكثير ينتظرون زوال الوباء لإقامة الحفلات، بينما كانت أغلب التعليقات تؤيد موجة الزواج خلال الظروف الحالية ضمن نطاق عائلي ضيق.

من جانبها، قالت الأخصائية والناشطة الاجتماعية هدى آل محمود، إن إقامة حفلات الزفاف تعد شأناً شخصياً يعتمد على قناعات وأفكار الشخصين المقبلين على الزواج ومدى تفاهمهما إلى جانب النظرة الواقعية التي ينظرونها للزواج.

ولفتت إلى أن اتجاه البعض إلى مظاهر الترف والإسراف بشكل غير مبرر في تنظيم حفلات الزواج قبل أزمة فيروس "كورونا" كانت ترجع على حياتهم الزوجية بشكل سلبي، حيث إن مظاهر الترف والبذخ ترهق الزوجين مادياً خصوصاً وأنهم في مقتبل الحياة الزوجية.

وأكدت أن أكبر خطأ يرتكبه أي شخصين مقبلين على الزواج الالتفات لتلك المظاهر والإصغاء لنظرة المجتمع بشأن المصاريف والتكاليف، فبعد انتهاء صخب حفلة الزواج تبدأ أصوات الفواتير وتخرج الحقائق الواقعية ويبدأ القلق والتوتر بين الزوجين وتزيد المشاحنات مما يتسبب في خلق المشاكل.

وأوضحت أنه يتوجب على الشاب أن يفكر فيما يسعده قبل التفكير في إسعاد الآخرين، لأنها غاية لا تدرك خصوصاً فيما يتعلق بحياته الشخصية، سواءً خلال الظروف الحالية أو دونها.

وقالت: "الشخص الواثق من ذاته والذي يمتلك أهدافاً واضحة في الحياة لتأسيس أسرة سعيدة ووضع لبنة صحيحة لتكوين الحياة مع شريكه الذي يختاره لن يقبل بوضع كامل ميزانيته الشخصية لغرض إرضاء الآخرين بحفلة زواج ستكون طي النسيان بعد سنوات".

وأثنت على الموجة الحالية التي اتجه لها بعض الشباب من الإقبال على الزواج وإقامة الحفلة ضمن نطاق عائلي ضيق جداً دون تكاليف أو بذخ أو روتين مرهق.

وأضافت المحمود: "رب ضارة نافعة"، حيث أعطى فيروس "كورونا" المقبلين على الزواج فترة للتوقف والتفكير في أمر مصاريف الزواج، حيث اتجه الأغلب للبساطة والارتباط بأقل التكاليف".

واعتبرت أن التكاليف ليست هي مايسعدنا بل البسمة على وجه المقربين وراحة الزوجين بدخولهم حياة جديدة ببساطة لها جمالية خاصة وأعطت طعماً مختلفاً لمظاهر الزواج.

كما اعتبرت أن المظهر الحالي من إقامة حفلات الزواج ضمن النطاق العائلي البسيط بحفلة مصغرة داخل المنزل، يؤثر إيجابياً على المجتمع كما توقعت أن تنخفض نسب الطلاق نظراً لقلة المصروفات وانخفاض التوترات، كما اعتبرت أن البذخ في الحفلات قبل الأزمة الحالية كان دون عقلانية والأعراس أصبحت روتينية ومملة وأغلبها مليئه بالمجاملات.

واعتبرت أن الوضع الحالي من الممكن أن يساهم في إعادة المجتمع للنظر إلى معنى الزواج الحقيقي والذي يتمحور حول الفرح وتكوين الأسرة، خصوصاً وأنها فرصة لأن يحيا الإنسان حياة جميلة وآمنة ومستقرة نفسياً وهو الهدف الذي يجب أن يعكسه الزواج، مبينة أن ذلك يعد مظهراً اجتماعياً جميلاً داعية لتبديل التقليد السيء وإعادة النظر في الفترة القادمة بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا في تقليل مصاريف الزواج.

ونصحت الفتيات اللاتي قد تؤخر زواجهن خلال الفترة الحالية إلى حين رجوع الأوضاع إلى طبيعتها أن تستمر في حياتها.

وقالت: "إرضي نفسكِ قبل الآخرين ولا تؤجلي فرحتكِ لإرضاء أحد، قومي بعمل حفلة بسيطة جميلة والبسي الفستان الأبيض أمام المقربين واكتفي بأخذ لقطات جميله تبقى ذكراها للأبد بكل بساطة".

ونصحت المقبلين على الزواج عموماً بضرورة التخطيط قبل بدء الحياة الجديدة، فالزواج سكن وارتياح وأمان نفسي ويزيد ثقة الإنسان بنفسه بوجود شريك داعم له، كما أن الاستمرارية في الحياة الزوجية بوجود الشريكين يخفف القلق والتوتر ويساهم في تطور الزوجين على المستوى الشخصي.