حسن الستري

"فضلت أن أعرض حياتي لخطر الإصابة بجائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، على ترك ابني أحمد المصاب باضطراب التوحد بالحجر لوحده، وذلك لأنه غير مستقل في احتياجاته اليومية".. بهذه الكلمات بدأت أم أحمد حديثها لـ"الوطن".

وقالت: "ابني عمره 18 عاماً، وهو مصاب بتوحد شديد وغير مستقل، تركته مع خاله نظراً لانشغالي مع أبيه الذي كان يتعافى من إجراء عملية في مجمع السلمانية الطبي، وكان خاله في وقتها غير مصاب ولكن اتضحت إصابته لاحقاً، وبعدها أصيب ابني بإعياء شديد وارتفاع في درجة الحرارة وإسهال وكحة واحتقان شديد في الحلق، فقمت بالاتصال مباشرة بمركز الاتصال الوطني للتصدي لفيروس كورونا وتم فحصه وظهرت النتيجة إيجابية".



وتابعت: "بدأت المعاناة منذ ظهور النتيجة، فهو يحتاج للعناية المباشرة مني في ابسط احتياجاته كدخول الحمام وتبديل الملابس وتناول الأدوية، وهو ما أوقعني في حرج كبير ومشقه بالغة، فلا يمكنني تركه لحاله، فعرضت نفسي للإصابة بالفيروس رغم أنني غير مصابة، فطلبت غرفة خاصة للنوم معه، فذكروا لي أنه لا توجد غرفة خاصة بحمام،، فاضطررت للنوم معه، والذهاب به لحمام مشترك مع باقي المرضى الرجال إذا احتاج الحمام".

وأضافت: "عانينا الأمرين، فابني ليست لديه لغة إرسالية للتعبير عن ألمه الذي كنت أحس به، وكنت أطلب الأطباء لرؤيته، فكانت الإجابة بأنه يصعب على الطبيب مباشرة الحالات، وإنما يكتفى بالمسكنات".

وختمت حديثها لـ"الوطن": "سألت الجماعة بالمحجر إن كانوا شهدوا حالة مماثلة لحالة ابني، فجاء الجواب بالنفي، أتمنى توفير غرف بحمامات لمثل حالات أبنائنا، فأنا حين مرض ابني لم أفكر في نفسي، بل فكرت فيه، ولم أتوقع عدم إصابتي بالمرض رغم أنني أخالطه باستمرار، وجلسنا 5 أيام بالحجر، وبعدها تم إجراء الفحص، وكانت نتيجتي ونتيجته سلبية، فخرجنا إلى استكمال الحجر بالمنزل".