في وجه جائحة فيروس كورونا المستجد المفاجئة باعتبارها «جائحة القرن» التي تركت تداعيات على دول العالم بما فيه الصين والدول الإسلامية، خاض الجانبان الصيني والإسلامي معركة مشتركة بالتضامن والتساند.

لما كانت الصين في أصعب أوقاتها في مكافحة الجائحة، أعرب قادة الدول الإسلامية عن دعمهم السياسي القوي للصين من خلال المكالمات الهاتفية وبعث الرسائل والبرقيات. وكان خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أول قائد في العالم اتصل بالرئيس شي جينبينغ هاتفيا، تعبيرا عن الدعم في مكافحة الجائحة. وأصدرت منظمة التعاون الإسلامي بيانا خاصا لدعم جهود الصين في مكافحة الجائحة. وتبرعت الدول الإسلامية للجانب الصيني بكمامات وأقنعة وملابس واقية وغيرها من المستلزمات الطبية التي كان محتاجا إليها بشدة، وتكون هذه الأعمال الحسنة محفورة في قلوب الشعب الصيني.

وتتعاطف الصين مع الدول الإسلامية التي تعاني من الجائحة. واتصل الرئيس شي جينبينغ بعديد من قادة الدول عبر الهواتف والرسائل للتعبير عن إرادتنا الراسخة في التغلب على الصعوبات بروح التآزر والتضامن. وتحركت الصين على مستويات الحكومات المركزية والمحلية والشركات والجمعيات الشعبية والشخصيات الصينية بنشاط، للمشاركة في تقديم المساعدات للدول الإسلامية. ففي ظل تعثر الرحلات الجوية الدولية، أرسل الجانب الصيني طائرات مستأجرة واستنفد كل الوسائل البرية والبحرية والجوية من أجل إيصال المواد الطبية إلى الدول المستلمة في وقت مبكر.



وفي النصف الأول من العام الجاري، قدم الجانب الصيني مستلزمات طبية بما فيه قرابة 6000 كمامة و6 ملايين طقم اختبار و10 ملايين ملبس واق طبي ونظارة واقية طبية وقفازة وغطاء حذاء و50 ألف مقياس حرارة بالأشعة تحت الحمراء، وأكثر من 2000 جهاز تنفس لأفغانستان وبنغلاديش وجيبوتي والنيجر وبوركينا فاسو والصومال وفلسطين والسنغال ومالي والسودان وغيرها من ضمن 54 دولة إسلامية. وتغطي المساعدات الطبية الصينية 95% من الدول الإسلامية بما فيه جميع الدول الإفريقية الإسلامية.

ساعد الجانب الصيني دولاً إسلامية على شراء مستلزمات طبية في الصين. وسبق أن سجل السرعة الصينية، إذ لم يمض سوى 96 ساعة منذ تلقي الطلب من الدول الأخرى حتى شحن الدفعة الأولى من المواد. تدفقت هذه المستلزمات الطبية إلى جبهات المعركة ضد الجائحة في الدول الإسلامية، وقدمت دعما ماديا قويا لجميع الدول لمواجهة التهديدات الناجمة عن الجائحة على سلامة صحة شعوبها بشكل فعال. إلى جانب تقديم الدعم المادي، تقاسمت الصين خبرات الوقاية والسيطرة والتقنية الطبية مع الدول الإسلامية دون أي تحفظ،. منذ يوم 20 فبراير، تقاسم الجانب الصيني خبراته الناضجة والفعالة في مجالات الوقاية والاختبار والعلاج عبر الاتصال المرئي مع الخبراء من الدول الإسلامية في آسيان وأوراسيا وجنوب آسيا وأوروبا الوسطى والشرقية وأمريكا اللاتينية وغربي آسيا وإفريقيا.

وفي النصف الأول من العام الجاري، عقدت الصين 114 اجتماعا افتراضيا مع الخبراء الصحيين في 53 دولة إسلامية، وأرسلت فرق الخبراء الطبيين البالغ عددهم 193 شخصا إلى 17 دولة إسلامية، وبعض أعضائها عادوا من مدينة ووهان للتو، حيث أعربت الشخصيات من مختلف الأوساط في الدول الإسلامية عن الشكر والتقدير للصين التي مدت يد العون إلى الدول المحتاجة في اللحظة الأولى.