في إطار الجهود الحكومية المبذولة لتقديم كافة أنواع الدعم والخدمات لفئة كبار السن، تبذل وزارة التنمية الاجتماعية جهداً بالغاً لتوفير مختلف أوجه الخدمات الرعائية والتنموية اللازمة لفئة المسنين، من خلال الاستراتيجية الوطنية لكبار السن في مملكة البحرين ، وبمشاركة جميع القطاعات الحكومية والاهلية والخاصة ، والتي تهدف الى تطوير الخدمات واوجه الحماية والرعاية والتأهيل لفئة كبار السن، صرحت بذلك وزيرة التنمية الاجتماعية الاستاذة فائقة بنت سعيد الصالح مؤكدة ان فئة كبار السن في مملكة البحرين تحظى بمكانة اجتماعية رفيعة في المجتمع، حيث تعتبر رعاية المسنين جزءاً مهماً من البنية الاجتماعية والقيم الثقافية والدينية الأصيلة، حيث يحرص المجتمع البحريني كل الحرص على أن ينعم كبار السن بحقهم في العيش وسط بيئتهم الأسرية الطبيعية، على اعتبار أن كبار السن في الأسرة مصدر هام للنصح والإرشاد والحكمة والمعرفة والخبرة، والتي يمكن أن ينقلوها إلى الأجيال الناشئة، وغالبا ما يرجع لكبار السن للاستشارة في شتى أمور الحياة، كما أن وجودهم وسط العائلة يزيد من الترابط الأسري، ويساعد في تربية الأطفال والنشء وترسيخ القيم الأخلاقية والثقافية في نفوسهم.
واوضحت سعادة الوزيرة أن هناك تطوراً مستمراً في توفير نوعية جيدة لكافة انواع الدعم المادي واللوجستي لدار بنك البحرين الوطني للمسنين ومركز المحرق للرعاية الاجتماعية، حيث استطاعت هذه الدور أن تقدم خدماتها إلى 111 مسناً من الذكور والإناث خلال العام الماضي 2014، لافتة الى إن الوزارة وفرت عدداً من الخدمات المقدمة للمسنين، اهمها خدمة توفير الاجهزة التعويضية التي استفاد منها 148 مسناً ومسنة، بالإضافة إلى دراسة الحالات المتقدمة للحصول على الاجهزة التعويضية ، من خلال البحث الاجتماعي حيث قامت الدور بإجراء 124 بحثاً، علاوة على تقديم العديد من الخدمات المعيشية والصحية والنفسية والمشاركة في الانشطة الترفيهية والثقافية والاجتماعية.
واضافت الصالح: "ضمن برنامج الشراكة المجتمعية تم تشغيل 9 من الأندية الاجتماعية النهارية لاستضافة الوالدين من المسنين خلال الفترة النهارية، وذلك بهدف المحافظة على بقاء كبار السن ضمن محيطهم المجتمعي وسط الاحياء السكنية في مختلف محافظات البلاد، وأيضاً بهدف توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية والترفيهية، وفق اطار يسعى للتطوير المستمر لبرامج التأهيل المناسبة والخدمات لكبار السن، لضمان الاستفادة من خبراتهم وقدراتهم، والسعي لإدماجهم في المجتمع وعدم عزلهم في دور الايواء".

وتقدم الأندية النهارية عدداً من الخدمات والأنشطة، التي تسهم في إتاحة المجال لكبار السن لممارسة بعض الأعمال اليدوية، والهوايات المهنية لأشغال أوقات فراغهم ، وتشجيهم على استرجاع مهاراتهم الحركية بصورة طبيعية، وحثهم على الاعتماد على أنفسهم، وتأهيل وتدريب كبار السن على القيام ببعض الأعمال اليدوية البسيطة ، التي تساعد على تنشيط وتحريك عضلاتهم بالإضافة إلى البرامج الترفيهية والتثقيفية .

جدير بالذكر أن مملكة البحرين تتصدر قائمة الدول العربية، التي عمدت إلى تشكيل لجنة وطنية خاصة برعاية المسنين، حيث صدر القرار رقم (1) لسنة 1984 بتشكيل اللجنة الوطنية للمسنين لتمثل جهة الاختصاص القاضي بتنفيذ السياسة العامة لرعاية المسنين في مملكة البحرين، وإعداد البرامج والمشاريع بالتعاون مع الجهات المختلفة المعنية بتطوير الخدمات المقدمة للمسنين، والعمل على توفير الخطط والبرامج المسؤولة عن رعاية المسنين في المملكة، وإيجاد مصادر لتمويل البرامج والأنشطة، وتوعية الرأي العام بقضايا المسنين وتنظيم المؤتمرات وورش العمل. وقد عملت اللجنة على إعداد الاستراتيجية الوطنية للمسنين وخطتها التنفيذية في مملكة البحرين انطلاقاً من أهداف ومرئيات خطة العمل العربية للمسنين، مع وضع السياسة العامة وإعداد البرامج والمشاريع لرعايتهم. كما تعمل على التنسيق مع الجهات الرسمية المعنية بهدف التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المختصة برعاية المسنين، اضافة إلى العمل على توجيه الرأي العام إلى أهمية دور الأسرة والمجتمع في رعاية المسنين .