ليس صحيحا أن النظام الإيراني لن يهدأ ولن يرتاح إلا بعد أن يزيل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من منصبه واستبداله بأحد الموالين له. هذا الأمر لا يهم هذا النظام. ما يهمه هو أن يعلم الكاظمي ويعلم العراق كله بأن من يتجرأ ويدوس على طرف إيران في هذا البلد العربي سيعاني كثيراً وطويلاً.

بعد إقدام العراق على اعتقال عناصر تابعة للميليشيات التابعة للنظام الإيراني بسبب ما يقومون به من أعمال إرهابية وما يحضرون له واعتبره ملالي إيران جرأة من الكاظمي، عمد هذا النظام إلى دفع زعماء الميليشيات الموالية له إلى الإدلاء بالتصريحات النارية المراد منها تخويف الكاظمي وإذلال العراق.

الأخبار التي تم تداولها أخيرا تضمنت توجيه أولئك الانتقادات اللاذعة للكاظمي حيث كرر الأمين العام لميليشيا النجباء أكرم الكعبي اتهامات التخوين ولوح بتحركات مقبلة. وقال عبر تغريدة نارية إن «هناك محاولات للإيقاع بـ «المقاومة» من قبل العملاء والخونة»، في إشارة واضحة إلى رئيس الوزراء العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب الذي نفذ عملية المداهمة فجرا. الكعبي قال أيضا إن «الأمور تتجه للخطورة وإن الاحتلال «الأمريكي» لا يريد الخروج، وإنه يحرك عملاءه الأذلاء للغدر والإيقاع بالمقاومة»، ووجه عناصر ميليشياته وباقي الفصائل الموالية لإيران إلى «تعزيز قدراتهم وإمكانياتهم بشكل أكبر من السابق... للاستعداد للملحمة الكبرى» (...)!

في السياق نفسه كررت كتائب «حزب الله» انتقاداتها وتهديداتها لرئيس الوزراء العراقي وقام من تم إطلاق سراحهم من العناصر التي تم اعتقالها بإحراق صور الكاظمي، وأكدت الأخبار أن قياديا من أتباع النظام الإيراني قال إنهم يعدون لرفع «دعوى خطف» ضد الكاظمي الذي وصفه بعميل الأمريكان، وتجاوز بإسباغ الكثير من الصفات السالبة عليه.

الغاية من كل تلك التصريحات والتهديدات النارية هي توصيل رسالة من ملالي إيران ملخصها أن «إيران هي التي تحكم العراق» وأن «من ينسى نفسه ويتجاوز حدوده سيجد.. شهابا رصدا من العراقيين الموالين لها».