قلنا من قبل وما زلنا نقول، بأن زمن ما بعد «كورونا» ليس كما قبله. خصوصاً في القضايا المتعلقة بالاستثمار والتنمية والاقتصاد. فالدولة مقبلة على حزمة من المشاريع التنموية القادمة، لكن بطريقة مختلفة جداً، وأن التفكير من داخل الصندوق لم يعد يجدي نفعاً.

في ظل هذا السياق، ومن منطلق تغيير العقلية السائدة في تبني ملفات استثمارية واقتصادية وطنية قديمة، جاءت رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بتغيير مسار الأندية الرياضية بشكل كلي ومختلف، حيث على الأندية أن تنتقل من كونها أندية عادية تمارس بعض الأنشطة الرياضية، لتتحول إلى شركات تجارية واستثمارية رائدة.

في ظل الرياضة الاحترافية وصناعة الاحتراف الرياضي في البحرين، كخطوة استباقية، فلا خيار أمامنا سوى أن تتحول الإندية إلى شركات تجارية، كما هو الحاصل في الدول الأوربية، والتي استقرت منذ زمن عميق على أن تكون الأندية هناك عبارة عن شركات عابرة للقارات، فالاحتراف في سياق سمو الشيخ ناصر بن حمد هو أن تتحول الأندية إلى مصانع وشركات ومؤسسات استثمارية لأجل قدرتها المستقبلية على تمويل نفسها وتثبيت مفهوم الاحتراف الرياضي على «أصوله» كما يقولون.

من هذا المنطلق ولتعزيز هذا المبدأ، «أكد وزير شؤون الشباب والرياضة أيمن بن توفيق المؤيد أن مشروع تأسيس الأندية الوطنية على هيئة شركات تجارية يتوافق مع رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في اتجاه المملكة نحو صناعة الرياضة، الأمر الذي يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتطوير القطاع الرياضي ومنظومته الإدارية والفنية، وأن مشروع تأسيس وتحويل الأندية الوطنية إلى هيئة شركات تجارية يساهم في النمو المستمر للرياضة البحرينية وتعزيز احترافيتها، في استقطاب الرعاة وهو أحد ثمار البرنامج الوطني لتطوير القطاع الشبابي والرياضي «استجابة»، والقائم على أساس البيئة التنافسية العادلة المفتوحة. كما أن موافقة مجلس الوزراء على تحويل مشروع تأسيس الأندية الوطنية على هيئة شركات، للجنة الوزارية للشؤون القانونية والتشريعية وهي خطوة متقدمة نحو إقرار هذا المشروع الرائد.

كل الأندية وكل الرياضيين البحرينيين ممن يسعون للاحتراف الداخلي، ينتظرون هذا الحُلم، لتكون فرصتهم للتطور والاستقرار هو أحد مكاسب مشروع سمو الشيخ ناصر بن حمد الخاص بتحويل الأندية إلى شركات تجارية ناجزة.