جاء في خبر نشره واحد من الأحزاب العراقية في مطبوعة خاصة به يصدرها أن «لجنة المثقفين المحلية للحزب أدانت، عبر لافتات رفعتها في عدد من مناطق بغداد، التجاوزات السافرة الأخيرة للجارتين إيران وتركيا على الأراضي العراقية».

التعليق كان على تعرض إقليم كردستان أخيراً إلى قصف بالمدفعية والطائرات من قبل تركيا وإيران ومحاولة قوات تركية التوغل إلى داخل أراضي الإقليم.

في الخبر أيضاً أن «مواطنين عراقيين تكبدوا خسائر فادحة بمصادر قوتهم إثر القصف المستمر منذ أسابيع.. ما تسبب في نزوح جديد داخل العراق».

السؤال من دون لف ولا دوران هو هل بالبيانات التي تصدر عن الأحزاب العراقية أو غير العراقية يمكن وقف الاعتداءات التركية والإيرانية وحماية المواطنين العراقيين منها؟

لو كانت الأمور تعالج بإصدار بيانات الشجب والإدانة والاستنكار لتحررت فلسطين منذ زمن طويل ولانتهت مشكلات شعوب سوريا ولبنان واليمن وليبيا وكل الشعوب والدول التي تعاني من مشكلات تمنعها من ممارسة حياتها بالكيفية التي ينبغي أن تمارسها.

ليس بهذا يمكن مواجهة الاعتداءات، وخصوصاً التركية والإيرانية، وخصوصاً في العراق، فلا يكفي أن تصدر الأحزاب المعتمدة وغير المعتمدة البيانات أياً كانت درجة سخونتها، فهذا كله لا قيمة له ولا تفهمه لا تركيا ولا إيران ولا يعني لهما شيئا، والواقع يؤكد أنه لولا تيقن هاتين الآفتين من ضعف العراق في هذه الفترة لما تجرأتا على إطلاق رصاصة واحدة تجاه الأراضي العراقية بل لما تجرأتا حتى على إصدار تصريح عابر.

ما يحتاجه العراق في هذه الفترة بشكل خاص هو وقوف كل فئات الشعب العراقي وأحزابه مع حكومة مصطفى الكاظمي التي عملت فور تسلمها المسؤولية على توفير المثال على أنها عازمة على إعادة هيبة العراق وجعله يحكم نفسه بنفسه وتمنع الآخرين على اختلافهم من التدخل في شؤونه.

يكفي الالتفاف حول راية الكاظمي عاماً واحداً ليتبين الجميع بأن غير هذا لا يفيد العراق.