خلال الأسبوع الماضي قرأت عدة أخبار متعلقة بفيروس «كورونا»، بعضها يشير إلى ظهور فيروسات أخرى مقترنة به، لكنها تطورت، وبعضها يشير لوجود نوع آخر من «الكورونا» يتفشى بشكل أكبر، لكنه أقل خطورة، بموازاة ذلك تستمر الأخبار المعنية بالأمصال واللقاحات المعالجة والمضادة كـ «المطر»، ووسط ذلك يظل البشر محتارين بشأن متى ننتهي من هذا الوضع؟! ومتى يوجد علاج يحول «كورونا» لمجرد مرض؟!

أتذكر بداية ظهور التصريحات بشأن الأمصال واللقاحات، وأتساءل أين وصلت نتائج ما أعلنت عنه بعض الجامعات العريقة مثل أوكسفورد، أو شركات الأدوية الشهيرة من اكتشاف لقاحات تجرى عليها التجارب! أين هي نتيجة هذه التجارب؟! ومتى تجهز الأمصال؟! وماذا حل بالمرأة الأمريكية التي أبرزت في الإعلام على أنها أول متطوعة لأول مصل ينتج وهو قيد التجربة؟!

دعكم من هذا كله، إذ المصل لا بد من أن يظهر في فترة ما، لربما تكون قريبة جداً، لكن هناك مسألة أخرى هامة تتعلق بالأشخاص المتعافين، ما يعني أنهم بنوا مناعة جسدية أمكنها مقاومة المرض والتغلب عليه، وهو الأمر الذي خلق توجهاً لأخذ عينات من بلازما دم المتشافين باعتبار احتوائها على الأجسام المضادة التي تولدت نتيجة مقاومة المرض.

هذه البلازما انتشرت بأنها استخدمت لحقن مصابين بالفيروس، وبإمكانها المساهمة في علاجهم، وبالعودة للتصريحات الرسمية في البحرين من قبل الفريق الوطني لمكافحة «كورونا»، يتضح أنه في أبريل الماضي كانت البحرين تتابع تجارب الدول في هذا الشأن، وبعدها بدأ التوجه لتطبيق تجارب سريرية على نقل البلازما، وتلتها دعوات للمتعافين بالتبرع ببلازما الدم لمساعدة الآخرين.

موضوع بلازما دم المتشافين بحد ذاته يكشف لنا وجود إمكانية توافر علاج يستفيد منه المصابون، في ظل تأخر الإعلان عن إنتاج مصل مضاد أو لقاح علاجي، وبالتالي أرى من المهم نشر المزيد من المعلومات بشأن العلاج ببلازما الدم، وهل دخل هذا الأمر في البرتوكول العلاجي الرسمي المستخدم؟! وهل هناك حالات مصابة تعافت بالفعل باستخدام هذه البلازما؟! وهل يمكن أن تستخدم هذه البلازما كعلاج وقائي للآخرين، بمعنى أنه حتى غير المصابين لو نقلت لهم هذه البلازما، هل ستكون لديهم مناعة تجنبهم الإصابة بالفيروس حتى لو تعرضوا له؟!

هذه أسئلة لا يجيب عنها إلا الطب المختص، ولا يعرف تفاصيلها إلا من وصلوا لنتائج التجارب السريرية التي طبقت، ولأنه موضوع مهم جداً، فنحن نتساءل هنا بشأنه، لعله يكون هو بارقة الأمل لقهر هذا الفيروس حتى قبل اكتشاف مصل أو لقاح مضاد له.