أستغرب كثيراً من الذين ينادون قطر بالتوجه إلى الرياض لإنهاء حالة المقاطعة التي لا يُعرف أسبابها!

ما الذي يدفعها للذهاب إلى الرياض، وما الأسباب القوية التي ستجعلها تترك دورها الإنساني والطبي في سوريا وليبيا واليمن، وانفطار قلبها المسكين والضعيف على مصر وأهلها؟!!!

إنها منهكة هناك في العواصم العربية تداوي الجرحى وتدعم المحتاج وتؤي اليتامى وتمسح دموع الأطفال في دمشق وصنعاء وطرابلس. وتحاول جاهدة أن تنزع السلاح من تلك العواصم لتأتي قناة «الجزيرة» وتعرض لهم الموسيقى اللطيفة التي تؤنس وحدتهم بإشراقة مذيعيها أصحاب الطلة البهية والوجوه الملائكية، هل تريدونها تترك كل ذلك وتذهب إلى الرياض؟!!!

هل تريدون من الوالد المنقلب على أبيه أو من المتسلق حمد بن جاسم أن يتركا «ماما إيران» عرضة للاغتصاب بعدما باتت وحيدة وشريدة دون مأوى؟ أو مثلاً يتركان «بابا أردوغان» يوزّع الآيسكريم والحلوى التركية على العواصم العربية دون مساعدة أو حتى عملية تسويق أو دعاية من قبل قناة الجزيرة اللطيفة والحنونة؟!!!

بئساً لعقولكم، دعوا قطر تقوم بدورها الطبي النبيل، فهي تخاف على مصر أكثر من المصريين أنفسهم، وتحاول جاهدة إثارة الفوضى - عفواً - أقصد السكينة في ذلك البلد الذي يمثل للعرب العمق والجدار والقلعة الرصينة والحصينة، أتريدونها أن تترك العرب هكذا في سكينة وهدوء وسلام وتذهب إلى الرياض؟!!!

دعوا قطر وشأنها، فهي عاجلاً أم آجلاً ستشهد على أرضها ووسط عاصمتها تشريف كل إرهابي دعمته سواء من حوثيي اليمن، وداعشي العراق وسوريا، ووفاقييي ليبيا، وإخوان مصر، وحتى من «ماما إيران» و «بابا تركيا»، سيأتون لكي ينضموا إلى من سبقهم من «طالبان» و «حماس» لينقلوا صراعهم إلى هناك، إلى دوحة الجميع لنشهد كأسا للعالم فريدا من نوعه، كأسا ستشرب من خلاله حكومة الدوحة السم الذي سقته لغيرها، والخراب الذي سببته لدول ليس لها جرم سوى أنها ضد حزب الإخوان الدموي والجائر والمتعطش للخراب والسلطة.

عندما تطأ أقدام كل أولئك الإرهابيين أرض الدوحة حينها ستسأل الدوحة عن طريق الرياض، ولكن الطريق وقتها سيكون مقفلا دون علامات إرشادية ولا حتى أسفلت، بل ستكون بواباته مقفلة يملؤها الصدأ، حينها فقط سنقول الحل ليس في الرياض، بل الرياض هي الحل.