حتى وقت قريب كنت أعتقد أن تقويم ومرصد العجيري هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي حتى وإن لم تتعدَ نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطلعت على ندوة «الخليج العربي في الفضاء» في أكتوبر الماضي والتي عقدها فريق كيوب سات الكويتي. ووجدت شباباً يحيون جهداً كويتياً مبكراً توقف بحرق العراقيين لمحطة أم العيش، وهي أول محطة أرضية للأقمار الاصطناعية في الشرق الأوسط والتي تأسست في الكويت 1969. ولم أكن أعلم أن جميع دول الخليج تملك برنامجاً فضائياً جاداً سواء على مستوى وكالة أو هيئة أو مركز، فما هي أفق مثل هذا الطموح للكتلة الخليجية مجتمعة؟

وقد يقول محدود نظر إن مشروع فضاء خليجي مشترك -وهو ما ندعو إليه- قفز فوق الواقع، ولماذا الفضاء وبعض المشاريع على الأرض لم تتحقق! متجاوزاً حقيقة أننا نسعى لاستئناف حضارتنا، ولا يتم ذلك حيث توقفنا بل حيث وصل العالم. ففي الفضاء حلول معضلات وتحديات الأرض بدءاً من المناخ والصواريخ الباليستية إلى الحرب السيبرانية. أما عن حقيقة أن دول الخليج لم تجتمع على ما في الأرض فما بالك بما في الفضاء، فنقول إن العمل في الفضاء بلا قيود سياسية، حين يتم تكليف مؤسسة دولية محايدة لربط أطراف العمل الخليجي، كما أن الفضاء هو المستقبل المشترك بعيداً عن أنانية السيادة الوطنية، ولا قِبَلَ لدولة خليجية منفردة سبر أغوار الفضاء.

الوكالة المقترحة ستنظم كل ما له صلة بقطاع الفضاء وتطويره، بتنفيذ البنية التحتية للقطاع وتنمية الكوادر الوطنية ووضع الخطط والسياسات و الاستراتيجيات حيال كل ما يتصل بالمشاريع الفضائية وخلق بيئة تعليمية مزدهرة من خلال تأسيس بيئة محفزة وممكنة لقطاع الفضاء لتكون منصة لهم.

أما قابلية النجاح فليست متدنية ويدفع لإنجازها تعاظم دور القوات الفضائية كفرع عسكري في أمريكا وروسيا وحتى إيران، ومعترف بها كفرع مستقل.

* بالعجمي الفصيح:

يعج جوارنا الإقليمي بطموحات تجاوزت الأرض، ووصل بعضها للفضاء، وعلينا اعتبار الفضاء كجزء من كل رؤية وطنية خليجية، تضمها وكالة فضاء خليجية كجزء من قاعدة مدنية لصد تحديات فضائية عسكرية، وحروب سيبرانية بدأت بالفعل.

* كاتب وأكاديمي كويتي