الوقفة الاحتجاجية التي نفذها اللبنانيون قبل يومين أمام السفارة الأمريكية في بيروت للمطالبة بنزع سلاح «حزب الله» وتطبيق القرارات الدولية في هذا الشأن عبرت عن رفض الشعب اللبناني لتمكن هذا الحزب الذي أسسه النظام الإيراني ويموله ويسلحه من بلادهم ومنعهم حتى من الحديث عنه ومعاقبة كل من يتناوله بطريقة لا يرضى عنها ملالي إيران وأتباعهم في لبنان، فالحزب متغلغل في الدولة اللبنانية ويفرض جل إن لم يكن كل ما يريد فرضه عليها ويتحكم.

لكن، لأن الشعب اللبناني ضج من كل شيء ولم يعد لديه اليوم ما يخسره لذا لم يعد يتردد عن انتقاد هذا الحزب وملالي إيران وعبر عن نفسه بتلك الوقفة الاحتجاجية التي من الطبيعي أن تليها وقفات ووقفات.

ليس هذا فحسب، فقبل قليل تحدث أحد اللبنانيين في برنامج تلفزيوني بوضوح لم يسبقه وضوح عن تمكن الحزب من لبنان وقال من بين ما قال إن الوقت قد حان لنزع سلاح «حزب الله» الذي يردد أمينه العام في خطاباته أن مهمته مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وحماية لبنان وتحرير فلسطين، لكنه يتواجد ويحارب في العراق وسوريا واليمن وفنزويلا وكثير من الأمكنة التي لا علاقة لها بالهدف المعلن. ولأن ما قاله كان صحيحا وجاء معبرا عما في نفوس اللبنانيين لذا قوبل من قبل الجمهور الذي كان حاضرا بالتصفيق الحار.

«نزع السلاح غير الشرعي» هو الشعار الذي بدأ به اللبنانيون مشوار وضع حد لاستهتار «حزب الله» والنظام الإيراني، وتطورات الأحداث تعين على القول إن هذا الحراك لن ينتهي إلا «بتسلم الجيش اللبناني زمام الأمور لصيانة البلاد وحصر السلاح بيده وحده». خلال تلك الوقفة سلم المحتجون رسالة إلى أحد مسؤولي السفارة تتضمن مطالبة الولايات المتحدة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559 ونزع السلاح غير الشرعي، وهذا يعني أنهم جادون في ما يعملون ومتفقون على أن إنقاذ لبنان لا يمكن أن يكون إلا عبر هذا الطريق.