سماهر سيف اليزل

أكد شيوخ دين أن عمليات التجميل تعتبر مباحة شرعاً للنساء والرجال وفق حالات معينة، وذلك إذا كان الهدف منها التهذيب أو إرجاع الشكل الطبيعي للإنسان، موضحين أن هناك نوعاً ذهب أغلب العلماء إلى تحريمه إذا كانت من أجل التجميل والتغيير لأن الله فطر الناس ليس على شكل واحد.

وأضافوا لـ"الوطن"، أن الأصل بالجواز في أي عملية لتصحيح تشويه خلقي، حيث لا يكون بها تغيير لخلقة الله سبحانه وتعالى، أما التغييرات التي تحصل في مختلف عمليات التجميل الحديثة، فقد اختلف حولها العلماء فهناك من أباحها من باب التجمل المشروع، ومنهم من اعتبر بها تغيراً للخلق، مبينين أن هناك نسبة وتناسباً بين العين والفم والأنف وبين جميع الأعضاء، وهي خلقة نهى الخالق عن تغييرها أو اتباع خطوات الشيطان.



وقال إمام وخطيب في إدارة الأوقاف السنية ومحاضر للعلوم الشرعية في وزارة العدل الشيخ أحمد الدعيس، "الأصل أن ديننا دين تجمل (إن الله جميل يحب الجمال) . وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حثه على التجمل والتطيب حيث قال "وأطيب الطيب المسك"، والأصل في التجمل الجواز ولا يخرج في ذلك إلا ما كان محرماً.

وعليه فإن ما يسمى اليوم بالعمليات التجميلية والتي انتشرت في هذا الزمان وبعضها لا تدعو حاجة ولا ضرورة إليها فكثير منها من تلاعب الشيطان من تكبير الشفتين والصدر ونحو ذلك وهذا كله من تغيير خلق الله لقوله تعالى: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله‏).

وأضاف: "أما إذا كان التجميل من باب إصلاح عيب ظاهر مخالف لأصول الخلقة التي خلقها الله في إزالة إصبع سادسة أو تعديل لأنف معوج فيه إعوجاج شديد خلافاً لما هو المعتاد من خلق الناس فهذا لا بأس به فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام إقراره لصحابي قطع أنفه أن يتخذه من ذهب".

وأردف: "أما إذا كانت العملية فيها مبالغة في الحسن لا أكثر كأن تجعل المرأة أو الرجل أنفها كأنف فلانة أو فلان، فهذا من الأمور التي حرمها الله عزوجل وهي من تلاعب‏ الشيطان، أما إصلاح المرأة لشعرها أو وضع دواء للشعر أو نحو ذلك فهذا مما هو جائز، فما كان من باب التلاعب في زيادة في الحسن أو التشبه بفلان أو فلانة فهذا لا يجوز وهو من التلاعب في خلق الله تبارك وتعالى".

من جهته قال الشيخ عادل المعاودة: "الأصل بالجواز في أي عملية لتصحيح تشويه خلقي، حيث لا يكون بها تغير لخلقة الله سبحانه وتعالى، أما التغيرات التي تحصل في مختلف عمليات التجميل الحديثة فقد اختلف حولها العلماء فهناك من أباحها من باب التجمل المشروع، ومنهم من اعتبر بها تغييراً للخلق".

وفيما يتعلق بما يحدث الآن من تغيير وفي الحقيقة هو "تشويه" ولكن تعود الناس عليه، أكد أن أغلب أهل العلم أجمعوا على تحريمة، وأن كان هناك من يجيز التجمل في حدود المعقول خاصة في حدود أن يكون للزوج، لكن في الوقت الراهن من الصعب ضبط العملية وتقتصر التجميل للزوج.

وأشار إلى أنه لا خلاف على حرمتها إذا كان فيها آثار سلبية، حيث أوضحت معظم الدراسات إلى أن أغلبها بها آثار جانبية والبعض الآخر به آثار خطيرة حيث يتم استخدام مواد مضرة على المديين القريب والبعيد، وأي شيء به مضرة بالإنسان فهو بالاتفاق محرم.

ويقول الشيخ محمد العرادي، إن الأصل في الإباحة بعمليات التجميل يعود لما ليس به قطع عضو أو تعطيل قوة من قوى البدن أو أن تؤدي إلى ضرر بالغ لا يتحمل، وألا يكون به مضاعفات صحية، وبحسب القاعدة الفقهية "لا ضرر ولا ضرار"، وأن الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، لذلك يجب على الفرد أن يرضى ويقنع بخلقة الله.

وأضاف أن العمليات التحسينية إنما هي في الحقيقة إغواءٌ من الشيطان للإنسان، وهي خلقة نهى الخالق عن تغييرها أو إتباع خطوات الشيطان الذي توعد بني آدم بأنه سيأمرهم ليغيروا خلق الله وهذه يرفضها الإسلام إلا بالدليل الطبي القاطع والبرهان على أن عدم القيام بتلك العملية يعرض حياة الإنسان للخطر.

ويقول العرادي: "إن الله تعالى لم يخلق إنساناً دميماً ولا بد أن يعي الرجل والمرأة أن مقاييس الجمال نسبية وأن الله تعالى وضع في كل إنسان ميزة تميزه عن جميع الخلق، ولهذا فلا يجب أن نهرول وراء وهم الجمال، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الشباب عند الزواج ألا يبحث عن الجمال بقدر ما يبحث عن ذات الدين، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن إنفاق الأموال الضخمة على عمليات التجميل هو نوع من التبذير المرفوض ولا بد ونحن نواجه تلك الظاهرة تربوياً وتعليمياً ودينياً من أن نعي أن هناك أسباباً لسيطرة وهم الجمال على فتياتنا ونسائنا.