لم يكن مستغرباً حصول المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية على جائزة أفضل مؤسسة خيرية في الوطن العربي من قبل الاتحاد العام للمنجزين العرب قبل أشهر، بل لعلي أقول إن المكتسب متحقق للجائزة أكثر مما هو متحقق للمؤسسة الشاهقة بعطائها، ونظامها المؤسسي المتطور.

عندما تدخل أبواب المؤسسة فلا تكاد تخرج إلا وأنت منبهر من التعامل الراقي، والاستقبال المميز، والحفاوة واللطف في استقبال الزوار والمراجعين، وأصحاب الطلبات المختلفة، وتدرك حينها أن هناك تجسيداً حقيقياً للعمل الخيري في ممارسات وسلوكيات وتصرفات العاملين تحت مظلة هذا الصرح الشامخ.

الأمر الذي دفعني حقيقة لدخول الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لقراءة الرؤية والرسالة التي تنطلق منها المؤسسة التي تحظى برعاية واهتمام كبيرين جداً من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ومتابعة وجهد متواصل من قبل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي أثرى وجوده في تعظيم الجهود الإنسانية التي تقوم بها مملكة البحرين.

اطلعت على الزاوية المتعلقة بـ «قيم» المؤسسة، وقد تم وضع سبعة أركان أساسية لتلك القيم تقوم على «الشفافية والنزاهة والعدل والاحترام والعمل الجماعي والاتقان والإبداع»، ومن دون مبالغة ولا مجاملة، فقد وجدت ذلك متجسداً في سلوك المتصدين للعمل في المؤسسة، خصوصاً فيما يتعلق بقيمة الاحترام، والتي جعلتها المؤسسة ركيزة لعملها، مؤكدة في أدبياتها أن «الاحترام هو أحد القيم الحميدة التي نحرص بأن تميز كل ما نقوم به، فعملنا يحتم علينا احترام الناس جميعاً بنفس القدر والتعامل معهم بكل تقدير وعناية والتزام، سواء في الرخاء أو وقت الكوارث والمحن».

حقيقة نرفع القبعة احتراماً وتقديرها لجهود هذه المؤسسة، وطاقمها الإداري وعلى رأسهم سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة، وجميع العاملين المخلصين فيها.

وأقول قول محب وناصح، كل وزارة أو هيئة أو مؤسسة في الدولة، لديها تطلع لرفع مستوى تحقيق الرضا لدى المواطنين والمراجعين، فلتطلع على تجربة المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، لأنها تستحق وبجدارة أن تكون نموذجاً يحتذى به في العمل المنظم، والتوظيف الراقي لطاقاتها البشرية، وترجمة مثالية لرؤيتها ورسالة عملها.