كان المجتمع البحريني يخضع للتقاليد والأصول المرعية في تكوين العلاقة الاجتماعية بين الرجل والمرأة، وكانت هذه التقاليد تحرم على الفتاة الخروج من المنزل إلا للضرورة وبكامل اللبس التقليدي بما فيه غطاء الوجه (الغشوة).

وكانت مناسبات الغناء والرقص خاصة بالرجل، ويحظر على المرأة الدخول في مجتمع الرجل ومشاركتها الرقص والغناء أياً كان نوعه، ولا تحبذ العائلات البحرينية الأصيلة الاختلاط حتى لو كان من أجل المشاهدة والتمتع، اللهم إلا إذا كانت المشاهدة أسطح المنازل ومن خلال الشبابيك والشرفات.

والمراداة كسائر الفنون الشعبية، مجهولة المؤلف والملحن ومتوارثة شفاهة، وتحتوي على سلوكيات وقيم المجتمع المثالية، غير أن أهم ما يميزها عن سائر الفنون، خدمتها في النص الواحد لأغراض متعددة، إضافة إلى ثرائها اللحني ورقة وعذوبة الكلمة، حيث أتت موزونة ومقفاة وكأنها من ابتكار مبدع.



أصل الرقصة: كلمة مراداة لغوياً تعني التردد على المكان، رادت الإبل تعني اختلفت في المرعى ذهاباً وإياباً. ورادت الريح: تحركت تحركاً خفيفاً، والرؤود، الشابة الحسنة، تشبيهاً بالغصن الندى الرؤود. رقصة المراداة في شكلها العام هي تحرك للفتيات ذهاباً وإياباً مع التمايل والحركة في مكان واحد ولا توجد شواهد ملموسة تثبت أن الرقصة كانت معروفة على مستوى الخليج والجزيرة العربية فمعظم دول الخليج لا تعرف رقصة بهذا الاسم وتتصف بنفس صفاتها، من حيث الحركة الإيقاعية والكلمة واللحن. وبالرغم من ذلك فإننا نعتقد بأنها رقصة بدوية وفدت مع القبائل العربية التي هاجرت إلى البحرين مع بدايات حكم آل خليفة للجزيرة وأبرز هذه الشواهد، هو انتشارها بين الأحياء التي تضم العائلات ذات الأصول القبلية.

الباحث التراثي: محمد جمال- الثقافة في البحرين في ثلاثة عقود

ويقال في أبيات المراداة الأكثر شهرةً في البحرين:

مشرق ورايح.. ياذا القمر ياللي مشرق ورايح.

مرقده في البرايح.. سلم على اللي مرقده في البرايح.

خنين الروايح.. سلم على اللي خنين الروايح.

فوق السطوحي.. يا زارع المشموم فوق السطوحي.