العلاقات الخليجية الإيرانية من العلاقات المتشعبة من جميع النواحي سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي وصولاً إلى العلاقات التي تربط بين الشعب الخليجي والإيراني. ولعل كتب التاريخ تتحدث بعمق عن ذلك وخصوصاً ارتباط الساحل الغربي الإيراني بالساحل الشرقي الخليجي، وما قد ترتب عليه بعد الثورة الخمينية حيث اتضح المشروع الغربي التقسيمي بالشرق الأوسط وقد لعبت إيران دور رئيس فيه لتكون اليد التي تساند أصحاب المشروع لتنفيذه.

أن إيران ككيان دولي لا يمكن التغافل عنه في أي من قاعات المفاوضات فهي عامل من العوامل التي أزمت المنطقة وجعلت دول الخليج العربي تستنفر طاقتها لمحاربة هذا النظام الفاشل الذي يهدف لتوسيع نفوذه في المحيط الخليجي، وأن الدول الكبرى لا زالت تعمل ليل نهار لتنفيذ الأجندة التي تسهم في بسط سيطرتها على حقول الطاقة في المنطقة.

اللعبة الإيرانية الحالية في ظل هذا المخاض الذي تمر به المنطقة، هي أن تكون عجلة الفوضى والتأزيم مستمرة، ليس لشيء، فقط لإنهاك مدخرات الخليج العربي من الاحتياطيات وهزها من الناحية الاقتصادية، وقد أدركت دول الخليج العربي ذلك خاصة بعد الحرب الإيرانية العراقية، بأن طهران تعلم جيداً بأن دول الخليج من الصعب التغلغل لها من الناحية العسكرية من دون هز أركانها من الناحية السياسية والاقتصادية، وهذا ما قامت فيه بدعم أمريكي واضح في عهد الإدارة السابقة بقيادة باراك أوباما.

غير أن إيران ظلت على نهجها في انهاك المنطقة واستنزاف ثروات الخليج العربي عبر عمليات التأزيم في زراعة خلاياها في اليمن والعراق وسوريا وجعلت السواحل والمنافذ البحرية والحدود البرية المرتبطة بالخليج في حالة استنفار دائم، وهذا الأمر جعل دولنا تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد ورسمت خططا دفاعية على أعلى مستوى كي تتحاشى الدخول في حرب مباشرة مع إيران لعلمها بأن أي حرب بالمنطقة لن تكون لصالح دول المنطقة بل ستكون مكسبا للدول الكبرى.

إن اللعبة الإيرانية واضحة بأنها تسعى لاستنزاف موارد المنطقة وجعلها تصب في صالح الدول الكبرى، فهي لعبة اقتصادية يستفيد منها صناع الأسلحة والمؤثرين على قرارات المؤسسات الدولية. ما نريد أن نوصله بأن دول الخليج العربي واعية لهذه اللعبة الإيرانية، وأن نهاية هذه اللعبة ستكون قريبة لأن المعركة الحقيقية ستكون داخل طهران وليس خارجها.