أكد رئيس مجلس إدارة جمعية التكنولوجيا والأعمال مشعل الحلو على أهمية مواصلة الاستثمار في قطاع التكنولوجيا وأمن المعلومات، مشيراً أنه في ظل الأوضاع الراهنة وما يعيشه العالم أجمع في هذا الوقت من تأثير جائحة كورونا (كوفيد 19) يؤكد للجميع مدى الحاجة الماسة إلى تكثيف الجهود نحو العمل على ترشيد المصروفات وإعادة جدولة الخطط والبرامج بما يعزز نحو الاستثمار في التكنولوجيا التي نجحت في هذه الفترة بفضل تقنياتها في التعايش مع الجائحة بصورة كبيرة والتقليل من أضرارها ومخاطرها.

جاء ذلك خلال الاجتماع عن بعد الذي عقده مجلس إدارة جمعية التكنولوجيا والأعمال، حيث تم خلال الاجتماع مناقشة سلسلة الفعاليات التي تقيمها الجمعية خلال الفترة المقبلة (عن بعد) من خلال التطبيقات الإلكترونية. كما قرر مجلس الإدارة القيام بدراسة ميدانية لقياس التغيير الحاصل في أنماط العمل بسبب تأثير جائحة (كوفيد 19).

وأشاد بالجهود المتميّزة التي تقوم بها هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية وكافة المعنيين في إدارات وأقسام نظم المعلومات في كافة القطاعات الحكومية، والتي تعزّز من تسارع وتيرة التحول الرقمي في مملكة البحرين بصورة شهدها العام 2020 لم يسبق لها مثيل.



وأوضح أن هذه الجهود أكدت على الجاهزية المسبقة لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية في تبنيها لأنظمة الحوسبة السحابية كخيار أولي والتي أظهرت نتائجها المبهرة خلال تعاملها مع جائحة (كوفيد 19)، كما كان لهذه الجهود مردود كبير وفعّال في استمرارية تسهيل إدارة الخدمات الحكومية والإسراع في إنجاز المشاريع وزيادة الإنتاجية وتحسين مستوى الأمن الإلكتروني وجودة الخدمات، مضيفاً أن جميع القطاعات مطالبة اليوم بالعمل على ترتيب أولوياتها وترشيد مصروفاتها بما لا يؤثر على تعزيز برامجها في الأمن السيبراني، مشيراً إلى أهمية تأمين تغطية الأضرار الناتجة عن الممارسات التكنولوجية من خلال الأمن السيبراني، مبيناً أن كبرى الشركات العالمية تشهد اليوم انخفاضاً كبيراً في نفقاتها الرأسمالية مقابل زيادة نفقاتها التشغيلية، وأحد أبرز الأسباب في ذلك هو اهتمامها باستخدام أنظمة الحوسبة السحابية التي تضمن لها تواجداً في الفضاء الإلكتروني بفاعلية تزيد عن التواجد المادي.

وقال الحلو، إن العالم بعد جائحة كورونا (كوفيد 19) لم يعود كما كان في السابق، مشيراً إلى وجود مقومات محددة ستؤسس لمنظومة جديدة ستتبعها كافة الشركات والمؤسسات في العالم، وهذه المقومات تتمثل في أن برامج الاتصال والتواصل عن بعد وأنظمة الحوسبة السحابية التي وفرتها التكنولوجيا الحديثة أسهمت في إنجاح مخرجات الاجتماعات واللقاءات الجماعية دون الحاجة إلى التواجد المادي. وأن العنصر البشري استطاع القيام بواجباته ومسؤولياته الوظيفية وهو يعمل من منزله دون الحاجة إلى مستلزماته المكتبية أو المساحة المؤجرة التي يوفرها أرباب العمل. وأن التجارة الرقمية استطاعت أن تؤثر على التجارة المباشرة (التقليدية) بصورة تكاد تشهد تحولاً عالمياً حتى مع أكبر الشركات في العالم ومنها شركة مايكروسوفت التي أعلنت مؤخراً إغلاق جميع متاجرها لمبيعات التجزئة في جميع أنحاء العالم والاكتفاء بمتجرها الرقمي.

وأشار الحلو، إلى أن العالم بعد الجائحة سيشهد تحولاً في الأسس والمبادئ التي كانت تنظم قطاع الأعمال، لافتاً إلى أن التركيز المقبل سيكون نحو تعزيز مبدأ العمل عن بعد بدلاً من العمل المكتبي وهو ما يؤدي إلى استغلال موارد بشرية جديدة لم تكن متاحة سابقاً للعمل بسبب عدم قدرتها على العمل المكتبي، وتعزيز برامج الحماية والأمن السيبراني بدلاً من شركات الأمن والحماية المادية، وتعزيز المتاجر الرقمية بدلاً من المتاجر التقليدية.