التجمع الحاشد الذي سينظمه مجلس المقاومة الإيرانية في الخارج في 17 يوليو الجاري، والذي يصفه المجلس بأنه الأكبر من نوعه على الإنترنت، سيكون بالتأكيد مقلقاً ومزعجاً النظام الإيراني، بسبب الشخصيات الهامة المشاركة في هذا التجمع، خاصة من أوروبا والولايات المتحدة، وكندا وكولومبيا.

هذا التجمع الذي أطلق عليه المنظمون «التجمع العالمي لإيران الحرة»، يكتسب أهمية بالغة ليس لأنه الأكبر من حيث عدد الحضور فحسب، وإنما لتواجد مشاركين من جهات يمثلون دولاً من الاتحاد الأوروبي التي تميل في أحيان كثيرة مع النظام الإيراني، خاصة ما يتعلق بالاتفاق النووي، ومثل هذه التجمعات غالباً ما تستعرض فيه المعارضة الإيرانية الجرائم التي يرفضها الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالحريات والحقوق، وللنظام الإيراني تاريخ حافل مع هذه النوعية من الجرائم بالذات.

وما قد يتخوف منه النظام من هذا التجمع أيضاً، مسألة تصدير الإرهاب إلى أوروبا، وبلا شك فإن هذا التجمع سيسلط الضوء على ذلك، وسيثبت بأن النظام الإيراني هو المصدر الأكبر للإرهاب الدولي، من خلال التركيز على أحداث شهدتها أوروبا خلال العامين الماضين، والتي ستفتح جروح القارة العجوز، في سعي من المقاومة الإيرانية إلى كسب المزيد من الدول الأوروبية بالذات إلى صفها، ولعل من أبرز تلك الأحداث مستجدات محاكمة دبلوماسي إيراني كبير كان يعمل في سفارة بلاده في فيينا المتهم بتفجيرات إرهابية لتجمع المعارضة الإيرانية في باريس قبل عامين، وإقدام كل من فرنسا وهولندا وألبانيا على طرد عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين خلال العامين الماضيين.

هذا التجمع لن يخرج أيضاً عن الجائحة التي يشهدها العالم حالياً وهي جائحة كورونا (كوفيد19)، التي ستثبت المقاومة الإيرانية أن النظام في طهران فشل فشلاً ذريعاً في الإدارة الصحيحة للحد من انتشار الفيروس، مما تسبب -بحسب المعارضة- في وفاة قرابة 70 ألف إيراني، وليس 12 ألفاً كما يدعي النظام.

إن النظام الإيراني بالتأكيد سيجد نفسه في موقف محرج جداً أمام هذه المشاركات الكبيرة من دول عديدة، التي ستسبب مزيداً من القلق والإزعاج للنظام، ومزيداً من الضغط الدولي عليه، ولو كان هناك متسع من الوقت فأنصح المقاومة بتوجيه دعوات لدول عربية تضررت من هذا النظام، فالمشاركة العربية هامة جداً لتعزيز وتغليب وجهة نظر المقاومة -القوية أصلاً- ضد النظام، حيث عانت دول عربية من إرهاب النظام منذ سنوات ولا تزال، خاصة ما يتعلق بالتدخل في شؤون العرب، وزرع ميليشيات إرهابية فيها، فحقاً نتطلع إلى مشاركة العرب التي ستضفي بالتأكيد مزيداً من الأهمية على هذا التجمع الحاشد.