بداية، وقبل أن أسرد ما سأكتبه، أود أن أهدي نصيحة لمن لن يتقبل وجهة النظر الأخرى، أن لا يكمل السطور القادمة، فللأسف الشديد، ازداد التعصب بالرأي لدى البعض لدرجة عدم قبولهم حتى المحاورة أو طرح أي وجهة نظر. الأيام الماضية، ازداد السجال على تعديلات قانون التقاعد الجديد، والـ 4 من أصل 10 توصيات التي طرحتها الهيئة العامة للتأمينالاجتماعي، وصادق عليها جلالة الملك المفدى، وبكل تأكيد من حق كل شخص أن يعبر عن رأيه ووجهة نظره.

ولكن.. ليس من حق أحد إظهار وكأن البحرين تستهدف شعبها، وأن ينسف كل ما قامت به الدولة لهذا الوطن الغالي، وكل ما تقدمه باستمرار منذ أن تأسست الدولة وحتى الآن.

الحرية، لا تعني بأي حال من الأحوال تشويه صورة الوطن، ولا تعني إنكار الفضل الذي قدمه، والتعبير عن وجهة النظر مهما كانت، لا تستدعي أن يكون الشخص ناكراً للجميل.

ولنتذكر معاً وليس ببعيد، كيف كنا قبل عدة أسابيع نتفاخر بالحزمة المالية، والتي تضمنت قرارات، يحلم بها كل سكان الكوكب، ولنستدعي ذاكرة السنوات الماضية، كيف رفعت البحرين علاوة الغلاء وغيرها من العلاوات سواء لذوي العزيمة أو غيرهم، وقرار إعادة توجيه الدعم الذي رافقه علاوة لحوم، واستمرار دعم الكهرباء في مسكن المواطن الأول. قدمت البحرين الكثير لشعبها، وما ذكرته لا يأتي مقدار قطرة في محيط، ولكن الوطن لم يمن على أبنائه بعطائه، ولم يذكرهم أو يجعلهم ذليلين في الحصول على حقوقهم أو مكتسباتهم أو حتى المنح والمكرمات، بل دائماً ما سعت الجهات المعنية عموماً، لترقية خدماتها وتسهيلها على المواطن.

الدولة تضع نصب أعينها مصلحة الوطن والمواطن، والتقدم دائماً في كافة الأصعدة، ما يجعل البحرين محط أنظارالجميع، والحفاظ عليها في ذات الوقت من مخططات سيئة حيكت بالظلام لتستهدف هذه الجزيرة. قد لا تتناسب القرارت مع البعض، وقد يختلف معها آخرون، ولكن يبقى الاتفاق دائماً على أن مصلحة الوطن هي الأولوية العظمى لدى الجميع، وهو ما يجب أن لا نختلف عليه بتاتاً.

ولذا، يجب أن لا نكون ثغرة، يدخل من خلالها العدو والذي ستنكشف أوراقه الجديدة خلال الأيام القادمة.

* آخر لمحة:

نجاة البحرين من مخططات السوء بفضل الله ثم بحكمة قيادتها طوال الأعوام الماضية، لا يعني أن الشر قد توقف، ولكن هذه المرة قد يدخل من ثغرة التغيير الناعم باستخدام وسائل التواصل، ولنا في الدول العربية المنكوبة عبر.