أن أحذر أن أتحول إلى وحش كاسر أو شخصية فرعونية في لحظة غضب.. أو لحظة انتقام نفسي مزعوم تجاه بعض الأنماط البشرية الساذجة التي ما زالت تتعامل معك وكأنك «قزم» من أقزام الحياة.. لأني باختصار.. سوف أفقد كينونتي الطفولية التي عاهدت نفسي أن تبقى معي مدى الحياة..

أن لا ألتفت لتلك التفاهات البشرية التي تحول المشكلات الصغيرة العابرة إلى مشكلات ترتعد منها الأجساد وتنظم من أجلها اللقاءات لاتخاذ القرارات المصيرية.. وإذا أعدت النظر إلى تلك المشكلة.. تراها مجرد «نملة» عبرت الطريقة ثم خافت من دوس الأقدام..

أن أكون قوياً في كل مواقف الحياة والتي تتطلب الصمود تجاه كل أنواع البشر.. أولئك البشر الذين في غالبهم يتعاملون معك كالملائكة.. وإذا غبت عن أنظارهم تحولوا إلى ذئاب مفترسة ينهشون مع مرضى النفوس من أمثالها في سيرتك.. والسبب بسيط جداً.. لحاجة في نفس يعقوب!!

أن أعتز بذاتي وأزداد قوة في قراراتي وفي أساليب تعاملي مع الآخرين.. الاعتزاز الذي يولد المحافظة على تلك النفس الحنونة الطيبة التي لا ترضى أن تكون فريسة سهلة الاصطياد أمام تحركات ثعابين البشر.. اعتزاز عائد إلى إشارات كونية أرسلها المولى عز وجل حتى تزداد قوة من بعد قوة..

من السهولة أن تحب ومن السهولة أن تقدر ومن السهولة أن تفضي ما في قلبك للآخرين.. ولكن من الصعوبة بمكان أن تواجه تلك النفسيات التي تزعم أنها تحبك وتقدر إنجازاتك.. ولكنها تتصيد من ورائك الزلات الصغيرة وتتناسى حجم العطاء الذي رسمته في مساحات القلوب.. ليس هروباً من الواقع أو استسلاماً.. بل هي صعوبة تكمن بأنك تريد أن يبقى قلبك «طفولياً» يحب الجميع.. لذا فمن الأفضل أن تتبع منهجية «لا أسمع ولا أرى ولا أتكلم».

سرعة الأوقات المخيفة علمتنا أن لا نتنازل عن أي دقيقة كانت تمر مرور الكرام دون أن نستثمرها في الخير.. لحظات مخيفة وأوضاع تنذر بقرب زوال البشرية.. ومفاجآت لم تكن في الحسبان.. كلها مخاوف وهواجس نفسية غير مقنعة في أحيان كثيرة.. لذا القرار الأسلم أنك تستمتع بلحظات يومك «السعيدة» وتستثمر اللحظة وتقتنع أنك يجب أن تكون الأفضل في كل شيء.. والخير الذي جاء بين يديك لربما لا يعود إليك مجدداً.. فابذل فيه قصارى جهدك حتى تنعم بالراحة النفسية.. وبقلب متجدد للعطاء..

أن أحافظ على تلك المساحة الأسرية الجميلة التي أعيش بين جنباتها.. وأستمتع بلحظات الخير والعطاء والهمة مع تلك النفوس الخيرة التي سخرت كل أوقاتها طاعة لله وخدمة للمحتاجين.. استمتاع بين كل من أحبهم.. حتى أترك معهم أجمل الأثر وصدقة جارية تدعو لنا بها الأجيال.

* ومضة أمل:

ما زلت أتعلم المزيد.