توجت الدورة 65 من مهرجان برلين للسينما، المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي الممنوع عن العمل في بلده أو السفر إلى الخارج، بمنحه جائزة الدب الذهبي عن فيلم "تاكسي".

وفي غياب المخرج تلقت ابنة شقيقته هناء سعيدي التي تمثل في الفيلم الجائزة الكبرى في برلين نيابة عنه.

وقالت الشابة التي رفعت الجائزة: "لا يسعني أن أقول أي شيء. أنا متأثرة جدا" قبل أن تنهمر دموعها.

وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي دارن أرونوفسكي: "القيود غالبا ما ترغم الرواة على التفوق في عملهم، إلا أن القيود قد تكون أحيانا ضاغطة إلى حد أنها تقضي على المشروع أو تشوه روح الفنان".

وأضاف: "لكن بدلا من القضاء على روحه وبدلا من الاستسلام وترك الغضب والإستياء يتملكانه، كتب جعفر بناهي رسالة حب إلى السينما"، معتبرا أن فيلمه "مفعم بالحب الذي يكنه لفنه وشعبه وبلاده وجمهوره".

وفي خطوة رمزية صورت جائزة الدب الذهبي بمفردها بعد الحفل على المنصة التي كان ينبغي أن يعتليها المخرج، لو كان حاضرا للمشاركة في مؤتمر صحافي.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بيان: "أنا سعيد جدا بقرار لجنة التحكيم الدولية بمنح الدب الذهبي إلى جعفر بناهي". ورأى في ذلك "إشارة مهمة إلى حرية الفن".

وقد لاقى فيلم "تاكسي" الذي يتناول فيه بناهي المجتمع الإيراني من خلال جولة يقوم بها سائق سيارة أجرة، ترحيبا كبيرا في المهرجان المعروف بتعاطفه مع المواضيع السياسية. وقد مثل المخرج نفسه دور سائق سيارة الأجرة في هذا الفيلم الذي يكشف فيه ركاب السيارة من خلال قصصهم ومواقفهم وآرائهم بطريقة مضحكة وملفتة، الكثير عن بلدهم، فيما يحاول جعفر أن يأسر روحه.

ويعد "تاكسي" ثالث فيلم طويل يخرجه جعفر بناهي سرا بعد "هذا ليس فيلما" و "يرده"، متحديا السلطات التي أوقفته في العام 2010 عندما كان يحضر لفيلم يوثق للاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في العام 2009.

وقد حكم عليه في أكتوبر من العام 2011 بالسجن عشرين عاما، ومنع من التصوير أو كتابة الأفلام أو السفر لاتهامه بإثارة "دعاية ضد النظام".

وقضى شهرين في السجن، ثم أخلي سبيله بكفالة على أن يحق للسلطات توقيفه متى شاءت.

ويعتبر جعفر بناهي من رواد مهرجان برلين فقد فاز فيلمه "تسلل" بجائزة الدب الفضي في العام، 2006 فيما حاز "يرده" جائزة السيناريو في العام 2013. كما يعد بناهي البالغ من العمر 54 عاما أحد رواد "الموجة الجديدة" في السينما الإيرانية، إلى جانب عباس كياروستامي.