مريم بوجيري

في إطار التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه من أجل توحيد المساعي ضمن منظومة الجهود الوطنية المتواصلة لمواجهة انعكاسات الانتشار العالمي لفيروس كورونا وتأثيره على الاقتصاد الوطني، ومتابعةً لقرارات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله، وتنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، أطلقت تمكين برنامج دعم استمرارية الأعمال بهدف تقديم دعم تمويلي للمؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر بهدف مساعدتها على تغطية نفقاتها التشغيلية.

وشمل برنامج دعم استمرارية الأعمال للمؤسسات المتأثرة من الجائحة، وتضمنت دعم سائقي سيارات الأجرة والحافلات ومدربي السياقة وعاملات رياض الأطفال، فيما تم مؤخراً زيادة حجم ميزانية برنامج الدعم ومضاعفة المبالغ للمؤسسات الأكثر تأثراً وتمديد مبالغ الدعم لهذه المؤسسات لثلاثة شهور إضافية وشملت الصالات الرياضية والأندية، والمطاعم والمقاهي، والصالونات والأندية الرياضية ، ومكاتب السفر والسياحة، ومعاهد التدريب.



وكانت المرحلة الأولى لبرنامج دعم استمرارية الأعمال قدمت الدعم لأكثر من 15,600 مؤسسة صغيرة ومتناهية الصغر، فضلاً عن تقديم الدعم لسائقي سيارات الأجرة والحافلات ومدربي السياقة وعاملات رياض الأطفال، وذلك عبر تخصيص محفظتين خاصتين لدعم هذه الفئة استفاد منها أكثر من 900 بحريني، فيما أعلنت "تمكين" خلال المؤتمر الصحفي الأخير للفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس "كورونا" أن الحكومة خصصت ميزانية لبرنامج دعم استمرارية الأعمال بقيمة 40 مليون دينار في المرحلة الأولى، وتمت مضاعفة مبالغ الدعم للمؤسسات الأكثر تأثراً من التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا (كوفيد19) في المرحلة الثانية والتي تم تفعيلها اعتباراً من يوليو الجاري، من خلال الإعلان عن زيادة ميزانية برنامج دعم استمرارية الأعمال وتمديد مدة الدعم لـ3 أشهر أخرى ومضاعفة مبالغ المنح للقطاعات الأكثر تأثراً، وشمل الدعم أكثر من 3 آلاف مؤسسة ووصل عدد المؤسسات التي تم صرف مستحقاتها بأثر رجعي إلى 296 مؤسسة، كما تم النظر في طلبات المؤسسات ضمن القطاعات الأكثر تأثراً والتي قامت بالتسجيل مسبقاً ولم يشملها الدعم ضمن المرحلة الأولى، وصرف مستحقات الدعم لها بأثر رجعي للشهور الثلاثة الماضية وسيتم مواصلة الدعم لها بالمبلغ المضاعف للشهور الثلاثة المقبلة.

فيما تم تقديم الدعم لـ 1914 صالون تجميل، و393 مطعماً ومقهى، و346 مكتب سفر وسياحة، و205 أندية و139 معهداً، وشملت الحزمة مواصلة دعم سائقي سيارات الأجرة والحافلات ومدربي السياقة وعاملات رياض الأطفال، وذلك بنسبة 50% للأشهر الـ3 المقبلة.

وأكد الرئيس التنفيذي لـ"تمكين" الدكتور إبراهيم محمد جناحي لـ"الوطن"، أن تداعيات الفترة الحالية طالت جميع القطاعات الاقتصادية بشكلٍ أو بآخر، ففي الوقت الذي تقلّصت فيه أنشطة العديد من المؤسسات بسبب تداعيات فيروس كورونا أو توقفت بشكل كلي، كان لزامًا على تمكين أن تؤدي دورها المسند إليها ضمن منظومة الجهود الوطنية الرامية إلى الحد من الآثار الناجمة عن هذا الظرف الاستثنائي الحالي، وقال: "كجزء من حرصنا الدائم على دعم المؤسسات ومساعدتهم على تجاوز التحديات، عملت تمكين على زيادة مدة الدعم للمؤسسات التي تعمل ضمن القطاعات الأكثر تأثرًا، وذلك لثلاث شهور إضافية، إلى جانب مضاعفة مبالغ المنح لكل مؤسسة منها، وذلك ضمن برنامج دعم استمرارية الأعمال، لمساعدة هذه المؤسسات على استمرارية أعمالها وتغطية جزء من نفقاتها التشغيلية بما يتلاءم مع مقتضيات المرحلة الحالية".

وكانت "الوطن" تواصلت مع عدد من المؤسسات التي استفادت من برنامج دعم استمرارية الأعمال، الذين أشادوا بالدعم الذي ساهم في استمرارية أعمالهم خلال الفترة الحالية نظراً للجائحة، حيث أكد صاحب نادي أولمبيا الرياضي السيد علي رضا أن مؤسسته تعمل ضمن القطاعات الأكثر تأثرًا جراء الجائحة، مشيراً إلى أن التكاليف من المحتمل أن تزداد نظراً لضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية مما يحتم معه وجود الدعم، وقال: "الدعم المقدم من تمكين ساعدنا كثيراً وساهم في تغطية المصاريف التشغيلية، والأهم من ذلك شعرنا بوجود جهات تدعم استمرارية عملنا رغم الظرف الصعب كما أن مبلغ الدعم ساهم في ضمان الاستمرارية بعد فترة الانقطاع الطويلة التي مرت بها الأندية والنشاطات الرياضية".

كما قال الرئيس التنفيذي لمركز "وينرز" لكرة القدم فواز البنمحمد: "لطالما كانت تمكين داعمًا أساسيًا لنا منذ بداية تأسيس مركز وينرز لكرة القدم في ٢٠١٤ وحتى اليوم حيث استمر الدعم في ظل هذه الظروف مما أتاح لنا المواصلة في مسيرتنا كوننا نعمل ضمن القطاعات الأكثر تأثرًا".

ويضيف السيد محمود عبدالصمد صاحب نادي "ريبس" الرياضي الذي يؤكد أن طبيعة نشاط هذه المؤسسات تعتمد بشكل أساسي على التواجد في الصالات الرياضية واستمرارية إغلاقها لعدة أشهر أسهم بشكل كبير في تأثرها بسبب هذه الجائحة، مؤكدًا أن الدعم الذي قدمته تمكين ساهم في إعادة حساباتهم والإصرار على الاستمرار في أعمالهم. مضيفًا أن عنصر الابتكار كان مؤثرًا هامًا في هذه الفترة، من خلال البحث عن وسائل بديلة كالتدريب الافتراضي والحصص الإلكترونية، وهو ما أثبت فعاليته في التخفيف من العبء، مؤكدًا على إمكانية مواصلة هذه التجربة حتى بعد انتهاء الظرف الحالي.

ومن جانبها قالت عائشة الخاجة صاحبة صالون”Hairs” النسائي للتجميل والذي يعد أحد القطاعات المتأثرة أنها استبشرت بالحزمة الثانية للبرنامج، خصوصاً أن التكاليف على صالونات التجميل زادت مع اتخاذ الاجراءات الاحترازية حيث ساهم مبلغ الدعم المقدم من "تمكين" في تغطية المصروفات، وبينت أنه لولا الدعم المقدم لما استطاعت تلك الأعمال أن تستمر خلال هذه الظروف شاكرة ومقدرة جميع الجهود التي ساهمت في استمرارية أعمال القطاعات التجارية.

فيما أكد السيد علي بوجيري صاحب مطعم ومقهى "شكسبير أند كو" أهمية هذا الدعم بقوله: "إن الدعم الذي قدمته لنا تمكين من خلال برنامج دعم استمرارية الأعمال ساهم بشكل كبير في الحفاظ على استدامة عملنا بالرغم من التحديات التي نشهدها في الوقت الراهن. حيث استطعنا توظيف هذا الدعم في الحفاظ على استمرارية أعمالنا التشغيلية".