رأس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى جلسة مجلس الوزراء بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وقد وجه جلالة العاهل كلمة سامية هذا نصها:

"بسم الله الرحمن الرحيم"

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

نود بدايةً أن نهنئ الجميع بالذكرى الرابعة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني كوثيقة عمل نعتز بنتائجها ، ونحرص على تجديد التزامنا بها كأحد مصادرنا الأساسية لتطوير الدولة الحديثة المواكبة لتطورات العصر مقدرين ، في الوقت ذاته ، فرحة المواطنين واحتفائهم بهذه المناسبة الوطنية.

كما نود أن نعرب عن ارتياحنا البالغ لما شهدته المداولات المكثفة والجادة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ، عند مناقشة واعتماد برنامج عمل الحكومة للأعوام الأربعة القادمة ، وما توصلت إليه من نتائج طيبة ومبشرة إيذاناً لمرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني ، الذي يأخذ في الاعتبار ، أولاً وأخيراً ، مصلحة وتطلعات شعبناً الوفي ، ويضمن لكافة أفراده العيش الكريم والمستقبل الواعد.

ونحن بهذه المناسبة الهامة التي تُحتم علينا أن نهنئ مجلس الوزراء الموقر ، برئاسة صاحب السمو الملكي ، العم العزيز ، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، وصاحب السمو الملكي ، الابن العزيز ، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول وجميع الأعضاء ، على ما حققته مساعيهم المخلصة من التزام بتطبيق الضوابط الدستورية المُنظِمة لتقديم برنامج عمل الحكومة ، وكسب ثقة المواطنين من خلال ممثليهم من أعضاء مجلس النواب ، نَود أن نؤكد على تَطلُعِنا إلى ترجمة هذا البرنامج الطموح إلى خطط عملية تأخذ حيز التنفيذ المباشر ، وبما ينسجم مع الجهد الكبير الذي بذلته حكومتنا الموقرة.

وختاماً ، نتوجه بالشكر والثناء على المتابعة المسئولة للمجتمع البحريني بأفراده ومؤسساته المختلفة لهذا الحدث الوطني ، الذي يأتي اليوم كخير شاهد على ثبات وجدية مسيرة الإصلاح والتحديث ، ودليلاً حياً على التزام شعبنا الوفي بتطوير تجربته ، وإدارة شئونه بكل مسئولية واقتدار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،"

وقد رد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بكلمة قال فيها:

حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى،،
إن ما قامت به حكومتكم في برنامج عملها قد جاء انطلاقاً من توجيهاتكم ودعمكم، والله وفق أن تكون المداولات والتوافقات مع مجلس النواب على مستوى المسؤولية، وإننا نعمل على تنفيذ ما جاء في البرنامج على الوجه الأكمل لما يخدم مصلحة الوطن وشعبه ، وستكون توجيهات جلالتكم النيرة هي عماد التوجهات الحكومية في المرحلة المقبلة وبخاصة ما يتعلق بتنفيذ برنامج عمل الحكومة وتحقيق آمال وتطلعات المواطنين ، شاكرين ومقدرين الجهود التي اضطلع بها صاحب السمو الملكي ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في برنامج عمل الحكومة ، كذلك الدور الذي قام به نواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء والفريق الحكومي إلى جانب مجلس النواب رئيساً وأعضاءً واللجنة البرلمانية في إقرار برنامج عمل الحكومة حيث كان اجتهاداً مثمراً وتعاوناً موفقاً للجميع .

صاحب الجلالة الملك المفدى ،
إن ذكرى إقرار ميثاق العمل الوطني مناسبة وطنية غالية على الجميع ونحن اليوم إذ نستذكرها معكم فإننا نستحضر رؤاكم الثاقبة التي نجني ثمراتها بعد أربعة عشر عاماً من التصويت على هذه الوثيقة الشعبية . وإننا نؤيد توجيهاتكم بضرورة التزام الحيطة والحذر وبخاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية، فتوجيهاتكم يا صاحب الجلالة هي نبراس عمل للحكومة، وأن حكومتكم حفظكم الله واعية للتداعيات الإقليمية والدولية ومدركة لأبعادها وما يحدث حولنا يتطلب اليقظة والوعي والعمل على أن لا يستغل ضد مصلحة الوطن ، ونحن ماضون بثقة وقوة بفضل دعم جلالتكم الذي يعطينا العزم ويمنحنا الدافع للاستمرار .

وكان حضرة صاحب الجلالة قد رأس جلسة مجلس الوزراء التي عقدت صباح اليوم بقصر الصخير بحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ، وعقب جلسة مجلس الوزراء أدلى الدكتور ياسر بن عيسى الناصر الأمين العام لمجلس الوزراء بالتصريح التالي:

استعرض جلالة العاهل المفدى خلال الجلسة معطيات المرحلة الوطنية والتحديات الخارجية خاصة في ظل التطورات المتسارعة للأحداث إقليمياً ودولياً ، وفي هذا الصدد أكد جلالة الملك المفدى على أهمية الأمن والاستقرار في الانطلاقة التنموية ، مثنياً جلالته على دور وزارة الداخلية وزيراً وأجهزة في حفظ الأمن وتأمين الاستقرار في البلاد طيلة فترة التحديات التي تشهدها المنطقة ككل ، فالاحتياطات ضرورية لأننا نعيش وسط منطقة مضطربة.

وأكد عاهل البلاد المفدى أن دول مجلس التعاون ومنها مملكة البحرين يشهد تاريخها بانفتاحها على الجميع فلم تعرف قط التحزب أو التطرف أو التعصب قادة أو شعوب ، ولن تكون يوماً بإذن الله كذلك .

وأشار جلالة العاهل المفدى إلى أن مملكة البحرين تقف مع أشقائها وأصدقائها صفاً واحداً في محاربة الإرهاب ودحره وتجفيف منابعه وتساند الدول الشقيقة والصديقة فيما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها واستقرارها.

وفي هذا الصدد أكد جلالة العاهل المفدى وقوف مملكة البحرين بقوة إلى جانب الأشقاء في جمهورية مصر العربية ، فمصر هي أساس استقرار الخليج وأمنها من أمن الخليج واستقرارها من استقراره ، معرباً جلالته عن مواساته لجمهورية مصر العربية رئيساً وحكومة وشعباً مستنكراً جلالته بشدة قتل 21 مصرياً في دولة ليبيا الشقيقة على يد تنظيم متطرف يسترخص الدماء وينتهك القيم والقوانين والدين ، مؤكداً جلالته أن اقتراف مثل هذه الأفعال المشينة وارتكاب الأعمال التي تنافي تعاليم الإسلام السمحة يعكس الطبيعة الإجرامية لهذه الجماعات المتطرفة التي تشوه بممارساتها الوحشية صورة الإسلام والمسلمين.

إلى ذلك فقد جدد صاحب الجلالة العاهل المفدى موقف مملكة البحرين الثابت الرافض للعنف والإرهاب والمضي قدماً وبكل قوة ممكنة في محاربته بكل أنواعه وأشكاله وكافة صوره باعتباره ظاهرة عالمية لا تعرف ديناً ولا مذهباً ولا حدوداً وتستهدف تقويض الأمن والاستقرار في مختلف ربوع العالم ، مؤكداً جلالته ضمن هذا السياق أن مشاركة مملكة البحرين إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب تأتي في إطار التعاون الدفاعي الثنائي المشترك واستناداً إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتزاماً بجهود التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب وضمن ما يربط بين البلدين الشقيقين من علاقات وطيدة ومشاعر أخوية متبادلة على مر التاريخ.

وقد أعرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر عن بالغ الاعتزاز والفخر بالإشادة الملكية السامية بكسب الحكومة ثقة الشعب ممثلة في نوابه بإقرار برنامج عمل الحكومة ، مؤكداً صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن التوجيهات قد صدرت لكافة الوزارات والجهات الحكومية لوضع برامج ومشاريع واضحة ومحددة المعالم مقرونة بفترة التنفيذ وبمؤشرات الأداء التي تتيح قياسها ، وسنتابع أولاً بأول مراحل تنفيذها لتحقيق تطلعات جلالة العاهل واحتياجات المواطنين وبما يخدم انطلاقة البحرين على صعيد المسار التنموي.

وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن الحكومة ستعمل بكل عزم وإرادة على تحقيق ما التزمت به أمام الله والملك والشعب في برنامج عملها الذي حظي بثقة شعبية في توافق حكومي برلماني قدم الصورة المشرفة للديمقراطية البحرينية ، مستنيرة دوماً بالتوجيهات الملكية السامية بتحقيق الأفضل للوطن والشعب، وأعرب سموه بأن المرحلة المقبلة ستشهد تعاون أوثق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من أجل النهوض بالوطن وتحقيق تطلعات شعبه.

ورفع صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى جلالة العاهل خالص التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني ، منوهاً سموه بأن ميثاق العمل الوطني إنجاز عظيم يعكس نهج قائد إصلاحي وإرادة تغيير وطنية نحو التطوير ، ومهد لانطلاقة سياسية واقتصادية واجتماعية تعتمد على مبدأ المشاركة الشعبية في إدارة مؤسسات الدولة ، حيث رسم هذا الميثاق درباً مشرقاً لحاضر البحرين ومستقبلها ، فهنيئاً لملكنا وشعبنا في الذكرى الرابعة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني وتفخر الحكومة بما قدمته من أجل تعزيز مبادئ ميثاق العمل الوطني من خلال تكريس المحاسبة والحقوق وسيادة القانون وتعزيز دور المؤسسات الوطنية وسنحافظ عليه ليكون دائماً منطلق مسيرتنا الديمقراطية.