بينما كنت أتصفح محتويات الملاحق الرياضية الصادرة يوم أمس الأحد استوقفتني حالتان من الحالات التي لطالما اعتبرناها من أسباب تعطل الحركة الرياضية عندنا، حالتان متعلقتان بالانتماء والشخصنة!

سبعون عضواً هم فقط من التزم بتسديد الاشتراكات السنوية والتسجيل لحضور الجمعية العمومية لنادي الاتفاق من أصل خمسمائة عضو مسجلين على قوائم العضوية!

للأسف الشديد فإن حالة نادي الاتفاق تكررت قبل ذلك في أغلب الأندية الوطنية الأمر الذي يقودنا إلى تكرار السؤال عن صدق الانتماء ولماذا يتواصل عزوف الأعضاء عن الالتزام بمتطلبات العضوية وفي مقدمتها تسديد الاشتراكات السنوية بينما نجد الكثيرين منهم يتباكون ويشتكون من تجاهلهم وتهميشهم؟!

هل الأسباب متعلقة بالحالة المادية – رغم أن الاشتراك السنوي قد لا يتجاوز العشرة دنانير – أم للأنهم لا يجدون في النادي ما يجذبهم من فعاليات أم لأنهم مستكثرون و «مستبخلون» هذه الرسوم المادية على ناديهم أم لأنها مرتبطة بمتغيرات الحياة وانشغالاتها؟!.

في كل هذه الحالات تظل مسألة الانتماء هي الحد الفاصل لدحر كل هذه المبررات فمن يتمتع بصدق الانتماء لا يمكن أن يبخل على ناديه بمثل هذه الرسوم الرمزية ولا يمكن أن يفوت فرصة المشاركة الفعلية في الجمعية العمومية والمساهمة في النقاش وطرح المقترحات الإيجابية وهذا ما كان يميز أنديتنا في الماضي القريب.

بالمناسبة أبارك لمجلس إدارة نادي الاتفاق الجديد ما ناله من جمعيته العمومية من ثقة لإدارة شؤون النادي الذي يمثل واحدة من كبريات قرى مملكة البحرين ومن أكثرها اهتماماً بالنشاط الشبابي والرياضي.

أما ما احتواه بيان نادي النجمة بخصوص التعقيب على تصريحات المدرب المساعد للفريق الأول لكرة القدم – ابن النادي – يوسف يعقوب فإنه كشف عن الكثير من الجوانب التي تقع تحت مفهوم «الشخصنة» وهذه الحالة للأسف الشديد بدأت تتفشى في محيطنا الرياضي عامة وفي الأندية بشكل خاص فأصبح الولاء والتبعية للأشخاص أكثر منها للأندية وهو ما أدى إلى زيادة التكتلات ومعها تزايدت المشاحنات والخلافات وانعكست بصورة مباشرة على أنشطة وفعاليات الأندية وبالأخص الرياضية منها!.

لست هنا بصدد الخوض في تفاصيل ما دار بين المدرب المساعد يوسف يعقوب ومجلس إدارة النادي باعتباره شأناً داخلياً تحكمه لوائح وأنظمة النادي إلى جانب بنود العقد المبرم بين الطرفين، ولكنني بصدد محاربة ظاهرة «الشخصنة» في محيطنا الرياضي عامة والدعوة إلى وضع المصلحة العامة وخدمة الكيان والعمل على تحقيق أهدافه لا على تحقيق رغبات وأهواء الأشخاص فالعمل الرياضي عمل جماعي وما لم يتحقق فيه التضامن والتكاتف فإن مصيره الفشل لامحالة ونحن بطبيعة الحال لا نريد لمنظومتنا الرياضية أن تفشل تحقيقاً لرغبات وأهواء شخصية ونحن نمتلك – ولله الحمد – كوادر وكفاءات بشرية تتمتع بشخصية اعتبارية لا تتأثر بعواطف الغير!.

أتمنى أن لا تخرج «حالة» نادي النجمة عن مجرد اختلافات في وجهات النظر وأن لا تصل إلى درجة الخلاف وأن يوفق مجلس إدارة النادي بحكمته في تطويق هذه «الحالة» ليبقى «الحصان الأبيض» في دائرة الأضواء كما عهدناه.