رغم أن أعداد الإصابات بدأت في التناقص ولله الحمد، وأعداد المتشافين في تصاعد ولله الحمد والمنة، والشكر لفريق البحرين الشكر لجميع من عمل دون كلل وبلا ملل، إلا أن الموجودين في العناية المركزة اليوم الأحد 26 يوليو بلغ 50 حالة حرجة، ومن يتلقون علاجاً في المستشفيات 74 حالة اللهم شافهم وعافهم، وهذا هو الرقم الذي يشكل المعدل المتوسط أي جاءت أيام كان العدد في العناية المركزة أكثر وأيام أقل، الشاهد أن هناك 124 حالة الآن بحاجة إلى رعاية واهتمام، وما زيادة عدد الذين في العناية المركزة والذين يتلقون العلاج في هذا الشهر الأخير إلا بسبب الكارثة التي تسببنا بها نحن المجتمع (الواعي) أيام عيد الفطر وما تلاه!

أحبتي

الشهران القادمان على المحك، فهناك انفتاح حذر قررته الدولة، سواء من منافذ السفر أو بعض الأنشطة، وهناك مناسبتان قادمتان ارتبطت التجمعات بهما بشكل كبير، فعيد الأضحى على الأبواب ومن بعده سيأتي شهر محرم وهما مناسبتان تعودنا طوال السنوات الماضية وفي الأحوال العادية على كثرة التجمعات فيهما والزحمة، واليوم الخيار خيارنا، أما المرور من هذين الشهرين بسلام إذا امتنعنا عن التجمعات ووضعنا الأولويات أمام ناظرينا؟ أو أننا سنعود للمربع الأول، فنزيد عدد الذين في العناية المركزة -لا سمح الله- أو نبقي هذا العدد ويقل تدريجياً نتيجة التشافي بإذنه تعالي.

جربنا (الاستهتار) والتقليل من المخاطر، فصعدت الأرقام بطفرة كبيرة، ووصل فيروس كورونا إلى العديد من الأسر، وأرهقنا الطاقم الطبي الذي يصمد إلى الآن بفضل عزيمته وقوة إصراره، ألا نعينهم الآن ونعدي المرحلة القادمة بسلام؟ (يالله هانت)

نحن مجتمع من المفروض أننا واعٍ من المفروض أن التجارب علمتنا من المفروض أن درس عيد الفطر أيقظنا من سباتنا.

أعرف إلحاح و(حنة) الأمهات ونفاد صبرهن ولا ألومهن فأنا منهن، والشوق والحنين للأبناء والأحفاد لا يمنحك فرصة للصبر، أعرف ملل الأطفال والمراهقين خاصة في الصيف والحر، ولكن هناك أولويات وهناك مرحلة مقلقة قادمة وهي المرور من هاتين المناسبتين.

لا نريد خسارة أحد ولا نريد ألم كبار السن ومعاناتهم كما لا نريد أن نرهق هذا الكادر الطبي الذي ضحى من أجلنا طوال الشهور الماضية.

الأعياد ستعود والحج سيعود و العمرة ستعود ومحرم سيعود وأي مناسبة حرمنا منها هذه السنة ستعود الأعوام القادمة بإذن الله، وهان الصعب وسهل بفضل الله ونجحنا باجتياز الأصعب، وما بقي إلا القليل، ألا نمنح طاقمنا الطبي مكافأته التي يستحقها بالتزامنا الشهرين القادمين؟