الأطفال يفرحون في الأعياد لأنهم يحصدون «العيادي»، ويتباهون في ما بينهم أيهم حصل على أكبر قدر من المال عبر هذه «العيادي»، وهذه عملية «تاريخية» كانت تحصل من عقود، قام بها أجدادنا، وقمنا بها، واليوم نرى أبناءنا على نفس الخطى.

لكن اليوم لدينا «منافس» قوي للأطفال والصغار في عملية «احتساب العيادي»، إذ بينما الأطفال سيعدون «الدنانير» لدينا فيروس سريع الانتشار «سيعد البشر»!

نعم، عيد الأضحى بعد أيام، وإن استمر الناس بنفس «الموال السابق» الذي عزفوه في عيد الفطر، فإن فيروس كورونا (كوفيد 19) سيحصد مزيداً من «العيادي البشرية» وسنرى الأرقام تعود للارتفاع بشكل كبير.

من أكبر الأسباب التي أشار لها فريق البحرين والأطباء المختصون فيما يتعلق بزيادة نسبة انتشار الفيروس هي الممارسات التي حصلت خلال فترة العيد الماضي، وكيف أن عمليات الاختلاط بأعداد كبيرة، وتقضية الأوقات وكأننا في زمن سابق ليس زمن «الكورونا»، تسبب في إصابات كثيفة بين أفراد عوائل تجمعت لتمارس طقوس العيد بكل أريحية، تحولوا كمثل أحجار «الدومينوز» التي تنتظر سقوط أول قطعة لتتبعها القطع متلاحقة الواحدة تلو الأخرى.

التعايش مع الفيروس لا يعني «العيش وكأنه غير موجود»، إذ المصيبة أن البعض بات يمارس حياته مثل السابق، هناك استهتار في عملية التباعد الاجتماعي، واستهتار في أخذ الوقاية عبر ارتداء الكمامات والقفازات الواقية، وهناك إصرار على التجمعات الكبيرة و»الكشتات» هنا وهناك دون أية احترازات.

بين المؤشرات التي تشير لنزول منحنى الإصابة نوعاً ما، وبين ما يتردد بأن اللقاح سيكون جاهزاً قريباً، هناك عدة أسابيع أو شهور قادمة تتطلب الصمود أكثر بشأن عودة الروتين السابق للحياة، هناك حذر في عمليات العودة لممارسة بعض النشاطات، نعم الكل يريد أن يستعيد حياته وممارساته الطبيعية، لكن تصعيب كل هذه الأمور، وتحويل التطلعات إلى أمنيات مستحيلة أمر مرهون بالناس أنفسهم، إذ هاهو العيد قادم، وأنتم لكم الخيار، إما انتشار أو انحسار.

في عيد الفطر الماضي كان فيروس كورونا (كوفيد 19) هو أكثر حاصدي «العيادي»، زادت نسبة الإصابات، وللأسف زادت أعداد الوفيات، وكل ما نأمله أن يكون هو الخاسر الأكبر في هذا العيد، وأنتم لكم القرار.