أسال والدتي حفظها الله

:يمه اشلون حافظتي على نضارة بشرتك ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله رغم اقترابك من الثمانين الله يطول بعمرك؟ شنو تستخدمين؟

: صابون أغسل فيه ويهي وعقب أمسحه بكريم بس.

:أي نوع من الصابون الله يحفظك؟

:أي صابون .. المتوفر، صابون الحمر (تقصد لايف بوي) لوكس أي شي.

:وأي كريم الله يسلمج؟

:أي كريم ..المتوفر ساعات نيفيا أو أي كريم ثانٍ.

:وبعدين بماذا تقشرين وجهك؟

:أقشره ليش؟

: ها ما تقشرون؟

:لا ما نقشر ويهنا جيف برتقال؟

اتعرفون كم من الوقت نقضيه نتابع (توتوريالات) المشاهير؟ وهي كلمة أخذت وقت على ما فهمتها واتضح أنها تعني تجارب المكياج أمام كاميرا التلفون، تعلمنا كيف نضع المكياج أو كيف ننظف وجوهنا!!

جلسنا أمام المرآة بعد مشاهدتهم كل يوم ندعك ونفرك في وجوهنا واضعين الزيوت الواحد تلو الآخر وووو كي تضج بشرتنا نضارة وحيوية مثلما نراهم حسب ما يقولون لنا ونحن نصدقهم ونشتري ونطلب (أونلاين) امتلأت خزائننا وحماماتنا من منتجاتهم وفي الآخر من اتخذناهم قدوة لم يكونوا سوى غاسلين لأموال المخدرات وبيع الأعضاء البشرية وغالبيتهم حصلوا على أشكالهم التي تعجبنا بعمليات تجميل والبركة بفلاتر السناب تكمل الناقص!!

مؤثرون نشروا التفاهة والسخافة وثقافة الاستهلاك وباعوا الوهم لمن تابعهم أو حتى مر عليهم مرور الكرام جعلوهم يصدقون أن الحياة تختزل في مجموعة من الحقائب والعطور والملابس والسيارات واليخوت وساعات وكريمات ومكياج، وجعلوا من امتلاك تلك المنتجات مصدراً للسعادة وهناءً ونوماً عميقاً وتنفساً وضحكاً وأغانيَ وأياماً وردية، فلا تنسى أن تضع أغانيَ وأنت تنظف بشرتك وإلا لن تكون سعيداً مائة في المائة!!

استنزفوا جيوب الناس بأسعار إعلاناتهم وكان هناك من يدفع السبعة والعشرة آلاف لمجرد حضور الفاشنسته لمحله والتقاط صورة لها وهي تشيح بشعر رأسها يميناً ويساراً ثم تغادر عائدة لبلدها مسافرة على درجة رجال الأعمال، فإن أضافت كلمة (خيااال ... أو رووووعه أو يهبل) عن المحل فالفاتورة ترتفع وتصل إلى اثني عشر ألف دينار!

وسائل التواصل الاجتماعي عبارة عن «تاكسي» وسيلة نقل ومواصلات عامة، لا أكثر ولا أقل يستخدمها الصالح والطالح، فلا نعيب عليها ونلعنها بل هي متاحة للجميع ولكل من أراد واستطاع استخدامها، هي ليست ملامة على ما تحمله، نحن الملامون على من نركب معه الوسيلة، فعن طريقها استطعنا أن نرى العالم بما حفل به من طيبين ومن مجانين ومن خيرين ومن مرضى نفسيين، من تافهين سطحيين ومن أصحاب ثقل معرفي.

عرفتنا وسائل التواصل الاجتماعي على خبر وفاة طبيب الغلابة الدكتور «محمد مشالي»وعرفناه من تلك الوسائل الإنسان المصري العظيم الذي كان يعالج مرضاه بسعر رمزي وأحياناً هو من يعطيهم قيمة الدواء إن عجزوا عن شرائه، والذي رفض منحة مقدمة من برنامج «ليطمئن قلبي» لأنه ليس بحاجة لها، وأوصى بمنحها لمؤسسة خيرية تخدم الغلابة أكثر منه على حد قوله رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، قيمة معرفية وصلت لنا عن طريق السناب.

كما عرفتنا ذات الوسائل التواصلية الاجتماعية على خبر منع بعض مشاهير السوشل ميديا في دولة الكويت من السفر وحجز أموالهم والتحفظ عليها إلى حين التحقيق معهم في تهم غسيل الأموال، بعد أن ظهرت عليهم علامات الثراء الفاحش وبشكل مفاجئ!

وعرفنا كذلك قوة التأثير الإيجابي للدال على الخير لبلوغر مثل «عبدالرحمن المطيري» الشاب السعودي الذي وظف (سنابه) لخدمة توأم يبيعان خلطات للعصير على قارعة الطريق فذهب لهما ودعا الناس للشراء منهما لأنهما كادحين رغم صغر سنهما، فتهافت عليهما الناس وذاع صيتهما وفتح الله لهما أبواب الرزق الواسعة.

المطيري مؤثر و(ي ب) الذي يفاخر بيخوته وسياراته التي اشتراها من ريع الإعلانات مؤثر، والفشسنستات من نساء ورجال مؤثرون أيضاً، لكن أي تأثير ومن أي نوع؟

لن ينتهي المطاف بالقبض على شبكة غسيل الأموال من المشاهير، بل سيأتي آخرون ويقودون تاكسي سنابي عاماً وسيمرون علينا يدعوننا للركوب معهم، فاختر أنت وأهل بيتك من تركبون معه، اجعل القرار قرارك لا قرارهم.