مريم بوجيري

يتعرض الكثير من الأشخاص أثناء ممارسة العمل في الخارج أو الرياضة إلى التعب والإرهاق نظراً لارتفاع درجات الحراة الشديدة خلال فصل الصيف، فماذا يعني ذلك وهل يمكن التخفيف من ذلك الشعور بطرق وقائية؟

تجيب أخصائية الطب العام د.أمينة الماضي أن تلك الحالة التي يتعرض فيها الشخص لدرجات الحرارة وأشعة الشمس تسمى بالإنهاك الحراري و هو التعرض المباشر لأشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة لفترة طويلة من الزمن مع بذل مجهود عضلي دون التعويض عن السوائل والأملاح التي يفقدها الجسم وذلك ما يتسبب به الإنهاك الحراري من "التعب والإرهاق" ويختلف بذلك عن ضربة الشمس.



ولخصت الأسباب من أهمها التعرض للشمس والارتفاع في درجة الحرارة إلى جانب ممارسة النشاط الرياضي في الجو الحار والإكثار من تناول المنبهات وعدم شرب كميات وافرة من الماء، كما أوضحت أن صغار السن وكبار السن هم أكثر الفئات العمرية عرضو للإنهاك الحراري.

وللتفرقة بين ضربة الشمس والإنهاك الحراري أكدت أن الإنهاك يعتبر أقل خطورة وأكثر استجابة للعلاج على عكس ضربة الشمس التي تعتبر كطوارئ تؤثر على وظائف المخ، ويمكن التفريق بينهما عن طريق الأعراض ففي حالة ضربة الشمس تكون درجة الحرارة من 40 درجة مئوية فما فوق وعملية التعرق لتبريد الجسم تختفي ويحدث أحمرار في الجلد ويؤثر على المخ ويختل مركز درجات الحرارة بالمخ وإذا لم تتم معالجة ضربة الشمس في الوقت المناسب يعتبر حالة طارئة.

وأكدت أنه يكثر في منطقة الخليج الإنهاك الحراري في 3 فئات منها العمالة الوافدة وصغار السن وكبار السن، مشيرة إلى أنه إذا تم فقد نسبة 1-2% من سوائل الجسم والأملاح يقل الأداء العام والوظائف الحيوية.

أما بالنسبة للطرق الوقائية، أوضحت أنها تكمن في عدم التعرض للشمس خلال فترة الصيف من الساعه 11 صباحاً حتى 4 عصراً، والتواجد في أماكن مظللة بتهوية جيدة ورطوبة منخفضة وباردة، والإكثار من تناول السوائل والخضار والفواكه التي تحتوي على الأملاح والمعادن التي يحتاجها الجسم وعدم تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة لأنها تعتبر مدرة للبول مما يفقد الجسم للسوائل، كما أن الملابس الخفيفة والمريحة ذات الألوان الفاتحة وتغطية الرأس بالقبعة أو المظلة لها أهميه في الوقاية من الإنهاك الحراري، ويتعين على أي شخص سيقوم بممارسة التمارين الرياضية أو مجهود عضلي البدء بالنشاط ببطء ومن ثم زيادة السرعة والإكثار أيضاً من شرب الماء أثناء لعب الرياضة من كوبين إلى 4 أكواب في الساعة وإذا كان الشخص يعاني من مشاكل صحيه مثل السكري يفضل أن يتخذ الحيطة والحذر أثناء ممارسة النشاط البدني.

وأكدت أن نسبة الرطوبة في الجو تؤثر خصوصاً إذا كانت أكثر من 60% مع الجو الحار، لأن جسم الإنسان يتكون من 60% من الماء ويبرد الجسم نفسه عن طريق التعرق مما يفقده للسوائل والرطوبة من الخارج تمنع عملية التعرق.

أما بالنسبة للعلاج يتم عن طريق استلقاء الشخص في مكان بارد بتهوية جيدة، ورفع الأرجل قليلاً ويتم تعويضه عن فقد السوائل بالمصل، ويتم قياس درجة الحرارة باستمرار، مشيرة إلى أن أعراض الإنهاك الحراري تتلخص في وجود رغبه بالتقيؤ والإحساس بالعطش والجفاف والتعب مع آلام في العضلات وتكون درجة حرارة الجسم بين 38 إلى 39 درجة مئوية.