سيظهر نجاح الرئيس الأمريكي ترامب في انتخابات 3 نوفمبر 2020 مسير التاريخ الإيراني المكتوب مسبقاً، مكرراً نفس الكوابيس التي تمر بها حالياً، والتي زادت فيها وتيرة مؤشرات معاناة طهران من ليل ترامب الطويل في الأشهر القليلة المتبقية من ولايته الأولى ومنها:

- تصريح خامنئي الذي اعتبر فيه العقوبات «جريمة» تؤلم الشعب الإيراني، فيما رد عليه بومبيو بأن حملة الضغوط القصوى نجحت في القضاء على قدرتها على دعم «حزب الله» والميليشيات في العراق.

- كما إن من الأدلة على شدة ظلام ليل ترامب جنوح طهران إلى محاولة استرضاء جوارها الإقليمي الذي أجرمت بحقه، حيث تعتبر رسالة الرئيس السابق أحمدي نجاد إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حول حرب اليمن، وإمكانية إنهاء الصراع فيها، نوعاً من الاسترضاء.

- قيام إيران بمناورات تضمنت قصف مجسم حاملة الطائرات الأمريكية نيمتز في مؤشر بائس لحافة الهاوية، ورغم أنه لم يتعدَّ الرمزية، إلا أن ذلك دفع الأسطول الخامس الأمريكي على اعتبار الإجراء معكراً للسلم البحري، فأعلن حالة تأهب قصوى في قاعدتي العديد الجوية في قطر وقاعدة الظفرة الجوية بالإمارات.

- أما أوضح المؤشرات فهو تململ الشارع الإيراني من حكومة تئن تحت وطأة العقوبات وانهيار مبيعات النفط وتداعيات كورونا (كوفيد19) الشديدة، ثم صعوبات شراء المواد الغذائية فدول العالم تمتنع عن تحويل الأموال الإيرانية أو قبولها خوفاً من أن تخرق دون قصد القيود الأمريكية المعقدة.

- انفجارات المراكز العسكرية في إيران تعد ضمن كوابيس ليل ترامب فإيران تؤكد أن حوادث نطنز وبارتشين نتجت عن أعمال عدائية استهدفتهما، وفي السياق العسكري نفسه تأمل طهران انتهاء حظر الأسلحة عليها في تصويت أكتوبر2020 وتعهد روسيا والصين الوقوف معها، لكن واشنطن لوحت بأن لديها السلطة «لاستعادة» عقوبات الأمم المتحدة الاقتصادية على إيران، والتي تم رفعها كجزء من صفقة نووي.

* بالعجمي الفصيح:

الفجر الإيراني البعيد يتطلب تحمل إيران الهزيع الأخير من ليل ترامب الطويل، وفي طهران ستبدو ليلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 مثل ليلة ظهور نتائج الثانوية العامة للطلبة.

* كاتب وأكاديمي كويتي