يبدو أن العام 2020 لايزال يحمل في طياته العديد من المفاجآت التي لن تنتهي، ورغم المآسي الكارثية التي حلت حتى الآن، إلا أن أكثر ما شدني فيه هو أنه أسقط ورقة التوت، وظهرت الحقائق.

البداية في تركيا، التي طغى فيها أردوغان عالمياً، وهو يحمل حلم «بنكي وبرين» في السيطرة على العالم، ولكن بكل تأكيد سينتهي به المطاف إلى مقبرة التاريخ، قبل أن يصل إلى مراده في العالم العربي. هذا الحالم، تجرأ مؤخراً في سلسلة جرائمه على الهجوم على مملكة البحرين، التي انكسرت على ضفافها أشواك الطامعين قبله، وكشر عن أنيابه تجاه أكثر دولة مسالمة وحكيمة في هذا العالم الجنوني.

وليس ببعيد عن تركيا، رأينا انفجار بيروت المأساوي، والذي راح ضحيته الآلاف ما بين ضحايا أبرياء فقدوا أرواحهم، وبين جرحى يئنون في بلد مزقه «حزب الله» إرباً.

وهنا، في هذا الأسبوع فقط، تعلمنا دروساً عن 4 سنوات في الجامعة.. فقد رأينا حجم الأطماع من دولة للأسف يعتبرها البعض إسلامية تجاه الوطن العربي.

تعلمنا أن إيران التي دفعت المليارات لـ «حزب الله» لتخريب لبنان، عجزت عن إرسال طائرة إغاثة لجرحى بيروت، وتركيا التي تمد المرتزقة في ليبيا، وغزت العراق وسوريا بجيشها طمعاً في أراضي نفطية، لم تحرك ساكناً تجاه الدول المنكوبة.

رأينا أيضاً، كيف أن الطابور الخامس ليس إيرانياً فحسب، بل هناك طابور خامس تركي أيضاً، لم يدافع عن البحرين ولا الإمارات ولا غيرها من الدول العربية ولو بتغريدة عبر حسابه في مواقع التواصل، في حين ملأ صفحاته بصور الحالم أردوغان وهو يصلي في آيا صوفيا، التي يبعد أقرب مسجد عنها بضعة أمتار، معتبراً ذلك إنجازاً.

رأينا أيضاً، كيف أن الدول التي تدخلت فيها تركيا وإيران، لديها حكومات فاسدة، عميلة، همها الأول والأخير إرضاء أسيادها في قم وطهران وأنقرة، ولا تصلح لقيادة سيارة، فما بالكم بقيادة دولة!

تعلمنا، كيف أن الدول العربية وخصوصاً دول الخليج، هي أول من يهب لنجدة المصاب، وأن فزعتهم ليست كلاماً ولا تصريحات، وأنها تدوس على جرحها الذي تسببت به حكومات تلك الدول، من أجل شعوب لا حول لها ولا قوة.

* آخر لمحة:

لكل من يصفق لأردوغان، أنتم لا تختلفون عن الطابور الخامس الإيراني، وستبيعكم تركيا في أقرب فرصة، فلا تكونوا سكيناً في خاصرة دولكم، ولكم في التاريخ عبرة.