كان انفجار مرفأ بيروت كارثة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، راح ضحيته المئات من الأبرياء، والآلاف من الجرحى، دون أي ذنب اقترفوه، في عاصمة الحرية والجمال، باريس العرب، كما يطلق عليها، وكل أولئك الذين سقطوا غدراً في رقبة من كان خلف هذا الدمار، سواء بالتخطيط أو بالتنفيذ لهذا الانفجار المأساوي، الذي جعل العالم يهتز ويقف مع لبنان وشعبها بالشجب والاستنكار ومد يد العون والمساعدة في توفير المواد الغذائية والمستلزمات الطبية بشكل عاجل، وكان لمملكة البحرين وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك أيده الله، مساهمة ودور في نصرة ونجدة الشعب اللبناني في محنته هذه.

لقد ابتلي لبنان بشرذمة وعملاء ارتهنوا ورموا أنفسهم في أحضان الولي الفقيه في قم الإيرانية وهم مصدر الإرهاب والدمار أينما وضعوا أيديهم ولا يستبعد أن يكونوا هم وراء هذا الانفجار الإرهابي ليبعدوا التهمة عنهم في ضلوعهم بقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري الذي كان يسعى لبناء لبنان وليس كما يفعل حسن نصر الله في تدمير كل ما هو جميل في لبنان. إن عناصر «حزب الله» كما يسمي نفسه، وهم بعيدون كل البعد عن الله تعالى، عاثوا فساداً في سوريا واليمن ولبنان والعراق وتدخلاتهم السافرة في بلادنا البحرين وفي شؤون دول الخليج العربي، ولن يهدأ لهم بال حتى ينشروا ثورتهم المزعومة وتصديرها إلى كل أنحاء الوطن العربي ونشر أفكارهم الخمينية المنافية للدين الإسلامي الذي يدعو إلى حرمة الدم وعدم التعدي على الأبرياء وإن كانوا حتى غير مسلمين.

وقد عانت البحرين في عام 2011 واكتوت بنار الإرهاب الإيراني وتدخلاته حتى اليوم، حيث يسعى نظام طهران إلى دس أنفه في شؤون بلادنا الداخلية، ولكن وبفضل من الله تعالى ثم بحكمة جلالة الملك حفظه الله ورعاه ووقوف شعب البحرين في وجه الإرهابيين، لم يحدث ذلك، وهم الذين وضعوا أنفسهم رهينة نظام إيران في أوهامهم لكن كانت العناية الإلهية ثم وقفة دول مجلس التعاون الخليجي مع دخول قوات درع الجزيرة كانت سبباً في دحر اتباع الولي الفقيه الذين يستخدمون ذات التكتيك في تخزين المتفجرات بين الأحياء ووسط المدن والقرى ولولا ستر الله ويقظة قوات الأمن العيون الساهرة لحدث انفجار كما في بيروت الجريحة.

* همسة:

في لقاء سابق لمستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية ووزير الخارجية السابق معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة لصحيفة «الشرق الأوسط» ، ذكر أن ما تم العثور عليه خلال السنوات الماضية كان كفيلاً بأن يمحو المنامة من الوجود، وهذا جرس إنذار يحتم بضرورة أن تكون هناك وقفة جادة للدول العربية وقطع يد إرهاب إيران التي تصدر الموت لدولنا.