تعليقاً على خبر الفضيحة الأخرى وليست الأخيرة لقطر في كشف عملياتها لتزويد حزب الله بالمال والسلاح والتي نشرتها الصحيفة الألمانية وواصل موقع «فوكس نيوز» الإلكتروني تلك الحملة وطرح العديد من الأسئلة التي كشفت عن المزيد من الفضائح والدور القطري في تمويل حزب الله واتصلت بالشيخ عيد بن محمد آل ثاني رئيس إحدى الجمعيات الخيرية المتهمة بتمويل حزب الله لكنه رفض الإجابة كما اتصلت بالخارجية الأمريكية لسماع تعليقها على هذه المعلومات فماذا كانت الإجابة!

هناك تحركات داخل أوروبا والولايات المتحدة لكشف الدور القطري في تمويل الإرهاب، ويبدو المشهد بالنسبة لنا غريباً لأننا كنا نعتقد أن التمويل القطري للجماعات الدينية كان مقتصراً على الجماعات الدينية السنية المتطرفة، وأن هناك حرباً عالمية على الإرهاب لكننا نكتشف مؤخراً أن الحشد الشعبي وحزب الله من الجماعات التي تمولها قطر كذلك هناك صمت مريب على الدور القطري لدى الدول التي تدعي أنها تحارب الإرهاب!!

وهذا يدعونا للعودة لأصل وأساس الأزمة القطرية، فقطر ملزمة ومجبرة ولا تستطيع الامتناع طالما حمد بن خليفة وحمد بن جاسم موجودان ويديران من وراء الكواليس على إتمام ما تعهدا به نظير مساعدته على تولي الحكم قبل عشرين سنة.

لا يهم الجهة التي تمولها قطر إن كانت تتبع أيدلوجية متطرفة سنية أو شيعية هي تعمل على المشروع لا على خدمة الدين بل لا يهمها أن تكون الجهة يهودية أو مسيحية أو بلا دين، مادامت هذه الجهة تعمل على ذات المشروع الذي تعهد الحمدان بتمويله.

كما لا يهمها النظام أو الدولة التي تمدها بالتمويل مادامت هذا الدولة ونظامها يعملان على ذات المشروع الملزمة هي بتمويله.

بل الأدهى من ذلك أن قطر ملزمة بتمويل الأحزاب السياسية الغربية أو حتى الشرقية في ماليزيا وإندونيسيا التي تكن العداء أو لا تتوافق مع الأنظمة العربية الحالية، وتمويل حملاتها الانتخابية وتمويل إعلامها وتمويل قواها الناعمة التي تعمل ليل نهار لتأليب الرأي العام ضد الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

هي ملزمة بتخريب وعرقلة وتعطيل أي مشروع عربي وحدوي أو حتى مشروع تنموي عربي أو أي مشروع يساهم بتقوية وتعزيز الدولة العربية لأن تلك المشاريع تعيق المهمة وتؤخرها.

المفارقة أنها أول من اتصل بالسلطات اللبنانية لعرض تقديم المساعدة، مع أن الحري بها الامتناع عن تقديم السلاح للمسؤولين عن مأساة لبنان، لكنها الوقاحة التي قبلت بخيانة الأمة العربية هي ذاتها التي تجعل منهم يقتل القتيل ويمشي بجنازته.

لا نهاية لهذه الأزمة القطرية إلا بتخلي أصحاب المشروع عن مشروعهم وإعفاء الممول من مهامه.

السؤال الذي يطرح نفسه في بداية المقال ما الذي يجعل نواباً فرنسيين كناثيل جوليت رئيسة لجنة التحقيق في البرلمان الأوروبي تطالب أوربا بتجميد الأموال القطرية لأنها مسؤولة عن تمويل الإرهاب؟ وبريطانيين كالعضو لان بيسلي يطالب بلجيكا بكشف الدور القطري في تمويل الإرهاب؟ ووزيراً ألمانياً سابقاً كجيرد مولر يطالب بمنع قطر من تمويل الإرهاب منذ عام 2014 ولا يسمع لهم؟ رغم أنهم يؤكدون أن قطر أصبحت خطراً حتى على الناتو، ذلك ليس تناقضاً غربياً بل لأننا حين نتحدث عن الغرب فنحن لا نتكلم عن كتلة صماء وحين نتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة غربية نؤكد أن الصراعات السياسية والخلافات السياسية اليوم في هذه الدول تصل إلى الخلاف حول السياسة الخارجية وحول حتى مفهوم «الدولة» والحاجة للحفاظ عليها أو إعادة تركيبها.

التيارات اليسارية هي صاحبة فكرة هدم الدولة المركزية ونشر هذا المبدأ عالمياً وهناك من يعارض هذه الفكرة، فنجد من الداخل الغربي من يعارض مشاريع الفوضى واللامركزية وبالتالي يعارض تمويلها ورفضها ويرى فيها خطراً على السلم الدولي ويرى في النظام القطري خطراً عليهم ويتفق معنا على ضرورة عزله ومنعه من الاستمرار في مهمته.

أضف لذلك أن المليشيات الإرهابية التي يمولها هؤلاء بالمال القطري بدأت تشكل خطورة على الأمن في أوروبا بعد أن كشف الإعلام -لا الاستخبارات- حجم تطورها في عمليات اغتيالات وفي تخزين مواد متفجرة كما كشف مؤخراً عن تخزين حزب الله لنترات الأمونيا في ألمانيا وبريطانيا، هذه المخاوف أوجدت معارضين غربيين ألماناً وفرنسيين وبريطانيين وأمريكيين لهذه المشاريع ويرون فيها خطراً يمسهم ويحاولون تجريم التعامل مع النظام القطري والتنبيه لخطورته حتى على الجنود الأمريكيين في قاعدة العديد بعد كشفهم لتمويل النظام القطري لحزب الله المسؤول عن مقتل العديد منهم في العراق وسوريا، و لكن إن سألت الاستخبارات الأمريكية هل قطر تمول الإرهاب؟ هل تشكل خطراً على جنودكم كما فعل موقع «فوكس نيوز» فسيكون الرد لا فقطر حليف معنا في محاربة الإرهاب!!

ولكم التعليق.