* رئيس الوزراء اللبناني في خطاب الاستقالة: "اللي استحوا ماتوا"

* الجميل: لا يوجد بلد إذا لم يزل سطو سلاح حسن نصرالله عن المؤسسات

* "غرف صواريخ" بالمنازل.. غانتس يتهم نصرالله بإخفاء الأسلحة بين المدنيين



* بالجرم المشهود.. شبيحة نبيه بري يطلقون النار على المتظاهرين

* توتر وسط بيروت ومتظاهرون يحاولون اقتحام البرلمان

* مصدر في "القوات اللبنانية": استقالة جماعية من مجلس النواب

عواصم - (العربية نت، سكاي نيوز عربية، الحرة): أعلن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب استقالة حكومته رسمياً، قائلاً في بيان الاستقالة" إن فئة من الطبقة السياسية حاولت رمي كل موبقاتها على حكومته وتحميلها مسؤولية الانهيار"، مضيفاً "فعلاً، اللي استحوا ماتوا".

وأوضح دياب، خلال تلاوته بيان الاستقالة في مؤتمر صحفي، وقد بدا عليه الغضب أن "منظومة الفساد متجذرة في كل مفاصل الدولة، لكنني اكتشفت أن منظومة الفساد أكبر من الدولة، وأن الدولة مكبلة بهذه المنظومة ولا تستطيع مواجهتها أو التخلص منها".

وأضاف "اليوم نحن أمام مأساة كبرى وكان يفترض من كل المصالح أن تتعاون لتجاوز هذه المحنة، لكن البعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقي من مظاهر الدولة".

وتابع "بعد أسابيع على تشكيل الحكومة حاولوا رمي موبقاتهم عليها وتحميلها مسؤولية الانهيار، فعلاً لي استحوا ماتوا".

وعاد دياب ليشير إلى أن حكومته حملت مطلب اللبنانيين بالتغيير "لكنَّ بيننا وبين التغيير جداراً سميكاً جداً تحميه طبقة تقاوم بكل الأساليب الوسخة من أجل الاحتفاظ بمكاسبها ومواقعها وقدرتها على التحكم بالدولة".

وأردف قائلاً "قاتلنا بشراسة وشرف لكن لا تكافؤ في هذه المعركة.. كنا وحدنا وكانوا مجتمعين ضدنا".

وأبرز "اليوم وصلنا إلى هنا إلى هذا الزلزال الذي ضرب البلد مع كل تداعياته.. همنا الأول هو التعامل مع هذه التداعيات بالتوازي مع تحقيق سريع يحدد المسؤوليات".

وختم بالقول "أمام هذا الواقع نتراجع خطوة إلى الوراء بالوقوف مع الناس كي نخوض معركة التغيير معهم.. لذلك أعلن اليوم استقالة هذه الحكومة.. الله يحمي لبنان".

وتجدد مشهد الاحتجاجات لليوم الثالث على التوالي وسط العاصمة اللبنانية، حيث يشهد محيط مجلس النواب توتراً مع تزايد أعداد المتظاهرين في ساحة الشهداء بعد توجيه مجموعات من الحراك الشعبي، دعوات للتجمع، الاثنين، تزامناً مع اجتماع للحكومة اللبنانية والتي تتجه لإعلان استقالتها.

ويشهد وسط بيروت تعزيزات أمنية كبيرة، في وقت سجلت مواجهات بين متظاهرين وأفراد الأمن بعد أن عمد البعض إلى رشقهم بالحجارة رداً على إطلاق قنابل مسيلة للدموع، فيما يحاول آخرون إسقاط حواجز فاصلة عن مقر مجلس النواب، وحاول البعض تسلق الجدار الفاصل مع مدخل ساحة البرلمان. ويطلق المحتجون هتافات منددين بالسلطة ومطالبين بإسقاط النظام والطبقة السياسية.

وذكرت مراسلة "العربية" أن عناصر بلباس مدني حضروا إلى المكان ويستقلون دراجات نارية.

وتأتي حالة التأهب الأمني عقب ليلتين من التظاهرات الواسعة، ووسط توقعات بموجة جديدة من الاحتجاجات، اليوم الاثنين، عززت قوات الأمن الحواجز الأمنية في مدخل ومحيط مجلس النواب في بيروت.

وكانت شوارع بيروت شهدت أمس يوماً ثانياً من التظاهرات تخللتها مواجهاتٌ عنيفة مع محاولات المحتجين الوصول إلى مقر البرلمان الذي شهد صدامات بين قوى الأمن والمحتجين المطالبين بإسقاط النظام.

قيادة الجيش طالبت المحتجين بالالتزام بالتعبير السلمي عن مطالبهم، نافية استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.

وتعليقاً على إعلان زعيم القوات اللبنانية، سمير جعجع، الاثنين، أن الأحزاب والتيارات المعارضة في لبنان "على بعد ساعات من إعلان موقف كبير"، رجح مصدر مطلع حدوث "استقالة جماعية" من البرلمان.

وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي قال جعجع "نحن على بعد ساعات من إعلان موقف كبير، واستقالة الحكومة لا تعنينا بمعنى أنها "لا تقدم ولا تؤخر".. هدفنا الذهاب إلى لب المشكلة أي المجلس النيابي".

وقال مصدر في القوات اللبنانية لموقع "الحرة" إن "كافة الخيارات على طاولة البحث.. والاستقالة الجماعية أمر مطروح"، في إشارة إلى استقالة نواب القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وغيرها من التيارات المعارضة للحكومة الخاضعة لسيطرة حزب الله.

ويشهد لبنان حراكاً وسياسياً بعد الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت، على وقع غليان شعبي يحمل الطبقة السياسية الفاسدة مسؤولية الكارثة، بالإضافة إلى اتهام حزب الله بتخزين مواد متفجرة وأسلحة في ميناء لبنان الأساسي.

وقال المصدر في القوات اللبنانية إن الأطراف المعارضة لحزب الله لا تبحث "الاستقالة الجماعية" من البرلمان فحسب، بل تدرس "خطوات ما بعد الاستقالة" فهل سيتم اللجوء إلى انتخابات فرعية، أو انتخابات مبكرة.

ميدانيا، تستمر عمليات مسح الأضرار التي طالت أحياء واسعة في العاصمة تشرّد نحو 300 ألف منها.

يشار إلى أن الحكومة التي يرأسها حسان دياب شكلت تحت غطاء أنها "حكومة تكنوقراط"، لكنها تخضع للقوى السياسية النافذة في البلاد، وعلى رأسها تيار رئيس البلاد ميشال عون وحليفه حزب الله وحركة رئيس البرلمان، نبيه بري.

وبموازاة الاستقالات من الحكومة ارتفع عدد النواب الذين تقدموا باستقالاتهم بعد الانفجار إلى 9، فيما يبدأ البرلمان الخميس عقد جلسات متواصلة لمساءلة الحكومة.

وفي برنامج تلفزيوني عبر شاشة "أم تي في"، قال النائب المستقيل نديم الجميل من حزب الكتائب، "لا توجد حكومة ولا مؤسسات.. هناك شخص واحد مسيطر على هذا البلد اسمه حسن نصرالله. إذا لم يزل سطو سلاحه عن كل المؤسسات، لا يوجد بلد".

وأضاف "إذا أردنا انتخاب رئيس جمهورية، يجب أن نأخذ موافقة حسن نصرالله.. إذا أردنا تعيين رئيس حكومة، يجب أن نأخذ إذن حسن نصرالله ، إذا أردنا إجراء انتخابات، يجب أن ننتظر أي قانون انتخاب يريد حسن نصرالله (...). اليوم، لا أحد يمكنه دخول المرفأ إلا جماعة حسن نصرالله".

في شأن متصل، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، "حزب الله" اللبناني باخفاء الأسلحة في غرف المنازل ووسط المدنيين، وقال في تصريحات، الاثنين، إن أكبر مشاكل لبنان هو "حزب الله"، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

وأضاف غانتس أن "نصر الله أكبر أعدائنا في الشمال، هو المشكلة الكبرى داخل لبنان. نتعامل مع أعداء يعملون ويخزنون الأسلحة في بيئة مدنية. إذا لم يكن لدينا خيار سوى القتال، فقد يكون لذلك تداعيات وخيمة".

وقال غانتس إن الشعب اللبناني هو الذي يدفع ثمنا غاليا جراء ممارسات حزب الله، "الحقيقة أنه يوجد في لبنان منازل بها غرفة ضيوف، وغرفة صواريخ، وعندما ينفجر هذا الصاروخ، لن تسلم غرفة الضيوف، وسيدفع المجتمع اللبناني ثمنا باهظا".

وأكد الوزير الإسرائيلي أن الوضع سيكون أسوأ بكثير من كارثة بيروت، في حال "تكرر ذلك بالسلاح الإيراني، في القرى اللبنانية".

في الوقت ذاته، رصدت صور حراساً شخصيين لرئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، وهم يطلقون النار على المحتجين خلال التظاهرات التي تجددت بعد حادثة انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة نحو 160 شخصاً وجرح 6 آلاف آخرين، وشرد نحو 300 ألف شخص.

ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، على موقعها الإلكتروني، صوراً قالت إنها لحراس زعيم حركة أمل، نبيه بري، حيث ظهر هؤلاء، وهم يطلقون النار فوق رؤوس المتظاهرين، حيث كانوا يرتدون ملابس مدنية.