هناك صراع داخلي في المحور الإخواني بين إخوان تمولهم قطر وإخوان تمولهم تركيا يظهر على السطح في القنوات الفضائية التابعة للدولتين ويتبادل الطرفان كل أنواع السب والشتم والتهديد بالسحق، ماذا حدث؟

أضف لذلك هناك هجمة أوروبية مرتدة على جماعة الإخوان تجد صداها في البرلمانات الأوروبية وبرلمان الاتحاد الأوروبي التي تطالب بطرد جماعات الإخوان وبمصادرة أموالهم وبتصنيفهم جماعات إرهابية؟ ماذا حدث؟

تزامن ذلك مع انتفاضات شعبية عربية ضد المحور التركي القطري في دول عربية ظن المحور أنها دانت لهم وبإمكانهم نهبها الآن والسيطرة على مقدارتها، فماذا حدث؟

فكما رفض المجلس الأعلى للقبائل الليبية في فبراير من هذا العام، دعوة تونس لعقد اجتماع ثانٍ موسع على أراضيها برعاية قطرية، يضم كل القبائل لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد وحل الأزمة الليبية، في تطور لافت وفارق، أعلنت أمس الأول أكبر قبيلتين في الصومال تضامنهما وتحالفهما معاً لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وكذلك الرئاسية بالتوافق وطرد الرئيس الحالي الموالي لقطر محمد عبد الله فرماجو وكافة رجال الدوحة من كافة القطاعات والأقاليم.

و كان الرئيس التونسي قيس سعيّد، أكد في مؤتمر صحافي رفقة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، خلال زيارة أداها الأخير إلى تونس، يوم الاثنين الماضي، أنهما ناقشا إمكانية دعوة عدد من القبائل الليبية لعقد اجتماع ثانٍ موسع في تونس يكون ممثلاً لكل القبائل، تمهيداً للتوصل إلى حل سلمي في ليبيا.

لكن هذه الدعوة قوبلت برفض كبير من طرف القبائل الليبية لوقوف قطر وراءها، حيث أكد مجلس القبائل، في بيان، أنه يرفض الدعوة لاجتماع في أي مكان خارج ليبيا إذا كانت قطر تقف وراءه، «بعدما فعلت في الليبيين ما فعلت وأنفقت أموالاً طائلة في زرع الإرهاب في البلاد».

و في الصومال يقول «خبراء في الشأن الصومالي إن هاتين القبيلتين المتحدتين ضد رجل قطر هما من أبرز وأكبر القبائل في البلاد، وتسببتا في الإطاحة بحكم محمد سياد بري الرئيس الأسبق للصومال، وتحالفهما معاً يعني أن الرئيس الحالي الموالي لقطر عليه الرحيل أو الدخول في حرب أهلية، سيكون مصيره فيها في النهاية نفس مصير الرئيس الأسبق بري.

وأضافوا أن هذه القبائل لها تأثير سياسي كبير في الصومال، وتعتبر هاتان القبيلتان تحديداً هما الأقوى عسكرياً واقتصادياً من مجموعة قبائل الهوية التي تتوطن بكثافة في وسط وجنوب الصومال، مشيراً إلى أنها إذا ما تمكنت من توحيد مواقفها السياسية وقواها العسكرية، فلن يكون هناك مكان لقطر ورجالها في مستقبل الصومال «(موقع العربية).

من المعروف أن أردوغان يحاول في الدولتين (ليبيا والصومال) السيطرة على منابع النفط والغاز وإقامة قواعد عسكرية لحماية عقود التنقيب والتصدير، ومن المعروف أن الممول لهذه المحاولات هي قطر، التي تمهد الطريق لتركيا عن طريق تغذية الصراعات وتمويل أطراف النزاع، ثم تستميل بعد ذلك أحدهما وتعقد معه الاتفاقات وتسلم الدولة محطمة لتركيا كي تمص قطرات الدم الأخيرة!

محور الإخوان «التركي القطري» ضعف كثيراً بعد أن طرد من مصر ومن المملكة العربية السعودية فحاول أن يستعيض عنها بتركيا ونقل مركز الثقل لها لكنه الآن يواجه انتفاضة دولية وعربية ونزاعات داخلية وانشقاقات فما الذي يحدث؟ هل هي بدايات نزع الغطاء الدولي المشرعن لهم؟ هل تخلت دوائر الاستخبارات الغربية عن دميتها؟ هل تضضع الرعاة (تركيا قطر) وكثرة أخطائهم دفعت تلك الدوائر إلى التخلص من ورقتهم؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.