لا يخلو أي إنسان على وجه الكرة الأرضية من عيوب، فلا يوجد إنسان كامل، إنما واحد من أخطر تلك النواقص، هو «التحلطم»، الذي عجز العلماء بحسب بحثي السريع في العم «غوغل» عن تفسير هذا التصرف وصاحب هذه الشخصية.

صفة «التحلطم» موجودة بكل تأكيد منذ الأزل، ولكن ما كشفها بوضوح هذه الفترة هو إطلاق العنان للطاقة السلبية الكهرومغناطيسية عبر الحسابات مباشرة، وتأثيرها أصبح أكثر وضوحاً في سلب الطاقة الإيجابية من المجتمع، واندثار حالة السلام الداخلي الذي يعيشه أي فرد منا، حيث وصل «المتحلطم» إلى مرحلة «الملكية» مع نفسه.

وعلى عكس فيروس كورونا المختبئ في جسد الإنسان، ولا يمكن الكشف عنه إلا من خلال مسحة تخترق الأنف، فإن المتحلطم يمكن تمييزه مباشرة من ملامح وجهه المكتئبة، وبعد 5 دقائق من المخالطة، سيتم تأكيد إصابة هذا الشخص بداء «التحلطم».

الخطر في هذا النوع من الشخصيات، هو الحالة المزرية التي يترك بها مخالطيه، إلا من ذوي المناعة الجبارة، فهو يقلب كل فرح غماً، وكل قرار إيجابي سلبيا، ويبدي رأيه وإن لم يطلب منه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون رأيه ذا قيمة.

كما أنه يتحلطم دون أن يكون لديه حل بديل، بدءا من المطعم الذي قرر زملاؤه الطلب منه، مروراً بـ «أين نضع أموال التبرعات؟»، وأي طريق نسلك؟ بل يتحلطم حتى لو كان القرار إيجابياً كزيادة في الراتب، فإما أن ينتقص من قيمة الزيادة، وإما أن يقول الأسعار بكل تأكيد ستزداد، وإما أن يفاجئنا كعادته بأمر غريب، وهلم جراً.

صحيح أن هناك من لديه نزعة «خالف تعرف»، وهو يطبقها، لكن الفرق بينه وبين تلك الشخصية كالفرق بين الإنفلونزا العادية وكورونا، فآثاره أشد وطأة وتأثيرا، وقدرته على تدمير خلايا الإنسان العصبية بطريقة هائلة تفوق المؤثرات العقلية، وحتى الزعل والعصبية.

هذا الوباء للأسف الشديد، آخذ بالازدياد بين الناس، ويطور نفسه باستمرار ليتواكب مع مستجدات العصر، وهو متابع جيد للأخبار، ولديه قدرة هائلة على اختراق المصادر، وسرعة بديهة كبيرة في نقض كل ما ذكرناه.

* آخر لمحة:

بعد ما طرحته، ولكي لا أكون متحلطماً دون حلول، فأنا أدعو إلى منح تلك الفئة «حجرا صحيا» إلى حين التخلص من هذا الداء، وأن يكون هناك تطبيق خاص بتلك الصفة بعد انتهاء جائحة كورونا لرصد المتحلطمين، وتحذير الناس عبر تنبيه «خالطت متحلطماً»!!