مقال الجمعة الفائتة وعنوانه «قصة الفراش والكمبيوتر» وملخصه تمكن ذلك الموظف البسيط من تطوير قدراته بعد أن حصل على الفرصة والتشجيع ، شجع أحد المسؤولين على توفير مثال عن حالة أخرى قوامها شاب عربي كان يعمل سائقا خاصا له عندما كان منتدبا لشغل وظيفة مرموقة خارج البحرين.

يقول المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أو الجهة التي كان يشغل فيها تلك الوظيفة: إن الشاب الذي كان قد اكتفى بشهادة الثانوية كان يقضي النهار في انتظار خروجي من المكتب ليوصلني مساء إلى البيت فأسفت لحاله وقررت أن أوفر له الفرصة لعله يتمكن من تغيير حياته ، فأهديته «لابتوب» ووفرت له فرصة التدرب عليه حتى صار خبيرا يساعدني في حل الأعطال التي يتعرض لها كمبيوتري، فألحقت ذلك بأن أرسلته لتعلم اللغة الإنجليزية في الملحقية الثقافية البريطانية، وذلك في الفترة الصباحية التي لا أحتاجه فيها، واستمرفي تطوير قدراته في هذه اللغة ثلاث سنوات حتى حصل على الشهادة الأولية، وبدأ بتعليمها لأطفاله فأتقنوها. بعدها شجعته على التقدم للدراسة الجامعية فالتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها بعد عودتي إلى البحرين مباشرة، وصار يعمل مساء في مكتب للمحاماة إلى جانب عمله الذي تغير، حيث تحول من سائق إلى موظف مهمته إعداد التقارير في قسم الإعلام، وهذا وذاك أدى به إلى تحسن دخله حتى صار يملك شقة، بل وصل به الحال إلى أن صار يملك عدة شقق يستفيد من تأجيرها، ما ساعده على توفير أفضل تعليم لأبنائه.

العبرة من ذلك –يقول المسؤول–: إن ذلك الشاب كانت لديه طموحات وقدرات واستعدادات، لكنه كان يحتاج الفرصة والدعم والتشجيع، وعندما حصل على ذلك تحققت أهدافه، ما يؤكد أن كل شيء قابل للتحقق بالعزم والإرادة وتحدي الصعاب.

في ختام رسالته يشير المسؤول إلى أنه عمد إلى توفير الفرص للعديدين هنا، لكنهم لم يستغلوها فلم يكن لديهم مثل ذلك الاستعداد وطول البال والصبر.