قادة دول مجلس التعاون الخليجي دائما ما يدعون في مختلف المحافل إلى السلام والاستقرار في المنطقة، والابتعاد عن كل ما يعكر صفو السلم الإقليمي والدولي أيضا، وما توقيع اتفاقية السلام وبدء العلاقات الرسمية بين دولة الإمارات وإسرائيل إلا دليل على صدق النوايا تجاه رسالة السلام وإحلال الأمن والأمان، والابتعاد عن الحروب وويلاتها التي لم نجنِ منها إلا الدمار والخراب ورائحة الموت بين العرب وإسرائيل طيلة أكثر من سبعة عقود مضت.

من نادوا بعدم توقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل هم ذاتهم من يلتقون من تحت الطاولة مع المسؤولين الإسرائيليين، بل أصبحوا أداة لتنفيذ أجندات إسرائيل في منطقتنا، ونرى أن هؤلاء الذين يرفعون الشعارات الزائفة في اقتلاع إسرائيل من العمق العربي، ومن أرض فلسطين هم من باعوا القضية، وإلا لكانوا حركوا جيوشهم لتحرير أرض بيت المقدس أو كما يسمونه العدو الصهيوني، وهنا أقصد إيران وقطر ومليشيات «حزب الله» وحركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين ومليشيات الحوثي التي ترفع شعار اللعنة على اليهود، وطبعا لا ننسى تركيا ورئيسها أردوغان الذي ثار وانتقد خطوة الإمارات، ويريد سحب سفيره من أبوظبي، في حين أنه أول من طبع العلاقات مع إسرائيل، وهناك سفارة تمثل دولته وله علاقات اقتصادية وطيدة مع الإسرائيليين، لذا كفى مزايدة على القضية الفلسطينية.

طبعا مع أي اتفاقيات سلام مع إسرائيل لن ترضى القيادات ولا الشعوب العربية أن يتم المساس بالمقدسات الإسلامية، ولا بالثوابت، ولا بالشعب الفلسطيني الذي له الحق في دولته والعيش بها في سلام، بل إن من نتائج الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي عدم ضم أي أراضٍ فلسطينية إلى إسرائيل، وهذا ما كان ليتحقق سابقا، في الواقع لقد ملت الشعوب والدول العربية وحتى إسرائيل النزاعات والقتال والحروب، ويسعى الجميع للعيش في سلام والالتفات إلى تنشيط الاقتصاد، وفتح الباب للاستثمار، وهو ما سينعكس على الازدهار في مختلف المجالات على شعوب المنطقة برمتها.

* همسة:

طبعا لن تكون دولة الإمارات هي الدولة الوحيدة التي بدأت علاقاتها الرسمية مع إسرائيل، بل إن هناك دولا عربية ستتبعها، كما أن هذه الاتفاقية ليست الأولى فقد سبقتها اتفاقيات بين مصر والأردن وإسرائيل، بل حتى مع الفصائل الفلسطينية، وهم أصحاب القضية وأهلها.