كتب - حذيفة يوسف: نفت هيئة تنظيم الاتصالات وشركات الاتصالات الرئيسية في المملكة قطع خدمة الإنترنت في البحرين خلال الأحداث، مشيرين إلى أن ازدياداً ملحوظاً في استخدام الشبكة سجل خلال الفترة. وقالت إن سوق البحرين تشهد نمواً سريعاً في خدمات الإنترنت، ويتعدى مستخدمو الشبكة فيها نصف سكان المملكة، ما يسجل نسبة عالية مقارنة بدول المنطقة، مؤكدة حرية تبادل المعلومات ونقل البيانات عبر الشبكة. ويأتي نفي الهيئة وشركات الاتصالات على خلفية تقرير أصدرته “مراسلون بلا حدود”، أدعى من أعده أن البحرين من الدول المعادية لخدمات الإنترنت، وأن السلطات البحرينية قطعت أو تعمدت إبطاء خدمات الإنترنت خلال فبراير ومارس 2011. وأضاف التقرير أن المملكة حجبت عدداً من مواقع المعارضة خلال الفترة، دون الإشارة إلى مخالفة المواقع المحجوبة للأنظمة والقوانين المعمول بها في البحرين، ما استوجب حجبها من قبل السلطات المختصة، وإعادة فتحها بعد تصحيح أوضاعها، ولكن في فترة بعيدة عن الأحداث. وسجل موقع الـ«يوتيوب” ارتفاعاً ملحوظاً في تحميل ملفات الفيديو من قبل جهات المعارضة، دون الالتفات إلى صحة الملفات المنشورة من عدمها، ما ينفي ادعاء التقرير وجود بُطء في الخدمة أو قطعها. وازداد عدد المشاركين في مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة فاقت 40%، وشهدت هذه المواقع تسجيلاً كثيفاً ومشاركة واسعة في تناقل المعلومات والأخبار والمقاطع الصوتية والمرئية، إضافة إلى التعليقات والكتابة بحرية تامة. وسجلت شركات الاتصالات ارتفاعاً في أعداد مستخدمي الهواتف المحمولة الذكية، التي تعتمد على استخدام خدمات نقل البيانات وإتاحة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ما كان له دور متذبذب بين الإيجابي والسلبي في نقل المعلومات الصحيحة أو الشائعات. وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية المصدر الأول لتناقل المعلومات واستسقائها خلال الفترة، وعمدت بعض الوزارات مثل الداخلية وهيئة شؤون الإعلام إلى فتح حسابات خاصة بها لنقل المعلومات الصحيحة، ما يؤكد توفر خدمة الإنترنت وحرية الرأي والتعبير المكفولة للمواطن البحريني بموجب الدستور. ونفت هيئة تنظيم الاتصالات على لسان مدير السلامة الإلكترونية أحمد الدوسري، انقطاع خدمات الإنترنت خلال أحداث فبراير مارس 2011، بل ازدادت نسبة استخدام الشبكة على حد قوله، مؤكداً أن إحصاءات الهيئة تشير إلى وجود 650 ألف مستخدم للإنترنت في المملكة، وطالب جميع المنظمات بتحري الدقة في نقل الأخبار والمعلومات. وأضاف الدوسري أنه خلال أزمة العام 2011 لم تنقطع خدمات الإنترنت بشكل متعمد، وازدادت نسبة استخدام تلك الخدمات نتيجة لتعطش المواطنين لمعرفة الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي، وتزامن هذا مع اتجاه وزارة الإعلام وغيرها لتحديث المعلومات على الشبكة العنكبوتية باستمرار. وأوضح أن مستخدمي الإنترنت في البحرين بازدياد، وتشير إحصاءات الهيئة إلى ازدياد كبير لمستخدمي الإنترنت عن طريق الهواتف الذكية، مع وجود 290 ألف مشترك في خدمات الإنترنت و650 ألف مستخدم، مبيناً أن نحو 50% من سكان البحرين يستخدمون الإنترنت وهي نسبة مرتفعة عالمياً. ونفى الدوسري وجود أي أمر لحجب أي موقع تواصل اجتماعي أو موقع للمعارضة، مبيناً أنها كانت تعمل خلال الأحداث ويبثون من خلالها المعلومات بحرية تامة. وطالب الدوسري المنظمات العالمية مثل “مراسلون بلا حدود” بتحري الدقة واستسقاء المعلومات من مصادرها الموثوقة، لافتاً إلى أن الجهات المعنية في مملكة البحرين فتحت أبوابها للجميع لأخذ المعلومات بشفافية. وقال إن هيئة تنظيم الاتصالات فازت بجوائز عديدة خلال السنوات الـ4 الماضية بسبب شفافية الإجراءات المتبعة لديها. من جانبه قال مدير عام شؤون الاتصالات بشركة بتلكو أحمد جناحي، إن خدمات الإنترنت في البحرين لم تُقطع خلال الأزمة، بل ازداد الضغط عليها نتيجة ارتفاع نسبة الاستخدام من قبل المواطنين لتحميل المعلومات وإرسالها، مبيناً أن البحرين من الدول المتطورة في مجال الإنترنت. وأضاف أن ادعاءات “مراسلون بلا حدود” قطع خدمات الإنترنت جانب الحقيقة، حيث ازدادت نسبة استخدام الإنترنت في المملكة خلال الأزمة، نتيجة تحميل المواطنين المعلومات وإرسالها باستخدام مختلف المواقع على الشبكة. وأوضح أن بتلكو أوصلت ما يقارب 96% من الكبائن بخطوط كيابل الفايبر، لتطوير الشبكة نتيجة زيادة استخدامها في البحرين، واستثمرت ما يقارب الـ21 مليون خلال سنوات. وشدد جناحي على أن عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة عالٍ جداً مقارنة بالعديد من دول المنطقة والعالم. ونفى مصدر مسؤول في شركة زين انقطاع خدمات الإنترنت خلال الفترة، مشيراً إلى أن البحرين من أعلى الدول استخداماً للإنترنت في المنطقة. وأضاف المصدر “عكس ما أشيع خلال الأزمة الماضية فإن خدمات الإنترنت لم تنقطع مطلقاً طوال الأزمة”، لافتاً إلى أن البحرين تشهد نمواً مضطرداً في سوق استخدام الإنترنت والهواتف الذكية. من جانبه أكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة مينا تليكوم للاتصالات والعضو المنتدب عبدالرزاق جواهري، أن الإنترنت لم ينقطع خلال الأزمة، والبحرينيون شهود على ذلك. وأشار جواهري إلى أن النمو في قطاع خدمات الإنترنت في البحرين كبير ويزيد عن 30% سنوياً، حيث اقتحم شعب البحرين عصر الإنترنت من أوسع أبوابه، ويوجد في كل منزل مستخدمون لتلك الخدمات، ويعتبر سوق البحرين من الأسواق المتطورة في المنطقة. من جانبها نفت “فيفا” على لسان مصدر مسؤول قطع خدمات الإنترنت خلال الأزمة، مشيرةً إلى أن إحصاءات الشركة سجلت ازدياداً ملحوظاً في نسبة استخدام الإنترنت والضغط عليه. وأكدت الشركة أن قطاع الإنترنت من القطاعات النامية بشكل سريع، وتتعطش إلى المزيد خلال السنوات المقبلة.