ستبقى دول العالم تتبادل النفي بدل تبادل الاعتراف فيما يخص شقاء قارة أفريقيا، التي تعد ومنذ خمسة قرون أكبر تجمع للبؤس البشري، بالرغم من أن من ضمنها دول عربية وإسلامية محسوبة علينا، إلا أن دول الخليج لا تبدو منشغلاً أصيلاً بقضايا أفريقيا لا على المستوى الحكومي الذي يرى المستقبل في الأفق الغربي أو على المستوى الشعبي الذي لا يتعدى كثيرة الأعمال الإغاثية -وهنا أستثني مركز أبحاث يتيم للعلاقات الخليجية الأفريقية تشرف عليه الباحثة والمختصة في الشأن الأفريقي الإماراتية د.أمينة العريمي- فقبل أسبوع حدث انقلاب عسكري في جمهورية «مالي» وهي دولة صحراوية قارية تحدها الجزائر من الشمال. فماذا يهمنا في تبعات حريق مالي الذي لم يتوقف عن العودة للاشتعال كل عقدين تقريباً؟

- للخليجيين فرادى ومجتمعين اهتمامات في منطقة الساحل والصحراء، فمخزن البؤس هذا جراء امتصاص الغرب لثرواته هو سوق استثمارات واعد، ومرحب بالمال الخليجي لعدم وجود تاريخ ظلم استعماري بيننا وبينهم بما في ذلك مالي.

- لقد مهدت الصناديق الخليجية للكثير من هذه الدول فرصة إنجاز مشاريعها التنموية، وكانت الصناديق الخليجية كريمة مع مالي ذلك البلد الإسلامي الصحراوي الذي بيننا وبينهم الكثير من المشتركات الثقافية.

- للجمعيات الخيرية وفرق الإغاثة الخليجية حضور قوي في مالي، فقد بدأ بعضها العمل عام 1997 لمساعدة المتضررين من الحرب الأهلية، وكانت الإغاثة الخليجية من أولى المنظمات التى وصلت هناك.

- للحيلولة دون تحول منطقة الساحل والصحراء لمخزن لتوريد الإرهاب شاركت دول خليجية في قوة تاكوبا «Takuba Task Force» وهي قوَّة عسكريَّة تقودها فرنسا لحرب الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل في غرب أفريقيا.

- ليست مالي ببعيدة عنا فقد دعمت بموقفها السياسي دولة الكويت للحصول على عضوية مجلس الأمن 2019 وعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي في مايو 2019 وعضوية إدارة المنظمة البحرية الدولية.

* بالعجمي الفصيح:

تحرص كثير من دول الخليج على مبدأ المبادرة كإحدى ركائز سياستها الخارجية، لكنها مبادرات فردية لن تجدي نفعاً للمصالح الخليجية التي بدأت تشق طريقها في دول الساحل والصحراء، فمالذي يمنع من المشاركة في إطفاء حريق مالي!

* كاتب وأكاديمي كويتي