من أهم تعريفات الدبلوماسية هي أنها أداة رئيسية لدى الدولة لتوظيف السياسة الخارجية للتأثير على قرارات الدول سواء بالسلب أو الإيجاب، بهدف تحقيق غاياتها سواء مكاسب سياسية أو اقتصادية، وهي مرتبطة ارتباطاً كلياً بمفهوم السيادة، فالدول التي تحظى بالسيادة الكاملة بجميع المجالات فهي تملك القرار السياسي الجريء والشجاع.

دولة الإمارات العربية المتحدة ملكت هذه المزايا الدبلوماسية التي أهلتها لتتخذ قرارات مصيرية ومهمة، فمعاهدة السلام بين أبوظبي وتل أبيب، كمثال، والتي لاقت صدى واسعاً على كافة المستويات كشفت حجم المتآمرين والشحاذين الذين يتاجرون من وراء القضية الفلسطينية.

العمل الدبلوماسي التي تقوم به أبوظبي ليس بالأمر الهين، فهي تقوم بتغيير موازين القوى بالمنطقة، فتلك المعاهدة فتحت بارقة أمل للدول العربية بأن يكون هناك حلحلة للقضية الفلسطينية وتحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط، وأن الحل السياسي هو أفضل خيار لأي قضية أو نزاع أو صراع دولي.

الحديث عن المعاهدة قد يطول ولكن ما يلفت هو أن الدبلوماسية الإماراتية لاقت إشادة دولية وإقليمية لأنها أسست سمعة مبنية على الثقة واتخاذ القرارات بما يخدم المصالح المشتركة، وهذا لا يمكن أي دولة بأن تحظى بهذا المستوى من السمعة الدولية، وأن تلك المعاهدة سدت ثغرة مهمة كانت دول معادية تستغلها وتفاوض وتتآمر من أجل صناعة الفوضى وعلى رأسها قطر.

أن الجرأة الدبلوماسية الإماراتية هي نموذج يجب على الكثير من الدول بأن تتعلم منها، فمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو من وضع لبنات تلك الدبلوماسية التي لا تعادي ولا تتآمر بل مبنية على الوضوح في الموقف بعيداً عن المزايدات، لنرى نتائجها اليوم في كسب احترام الجميع بلا استثناء.

خلاصة الموضوع، الإمارات العربية المتحدة دولة عظمى بمواقفها وإنجازاتها التي أبهرت العالم في كافة المجالات، وأن دبلوماسيتها برجالها بدءاً من قائدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قدمت درساً في السيادة لتحصد العلامة الكاملة ولتعطي بارقة أمل في المنطقة بأن الحل السياسي هو عنوان المرحلة المقبلة لكافة الصراعات والنزاعات.