وكالات

طالبت تركيا اليونان بسحب جنودها من جزيرة كاستيلوريزو الصغيرة التي تقع بينهما، في تأجيج لمواجهة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، في شأن موارد الطاقة في البحر الأبيض المتوسط.

وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن وسائل إعلام تركية نشرت صوراً لجنود يونانيين يصلون إلى الجزيرة، مضيفة أن وزارة الخارجية التركية اعتبرت الأحد أن وجودهم ينتهك معاهدة السلام المُبرمة بين الجانبين عام 1947. ونقلت عن الناطق باسم الوزارة هامي أكسوي قوله: "لن نسمح بمثل هذا الاستفزاز عبر شواطئنا".



أما عمر جليك، الناطق باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، فاتهم اليونان بممارسة "قرصنة جديدة" في الجزيرة التي تبعد كيلومترين عن الشواطئ التركية. وكتب على "تويتر": "من الغباء توجيه أسلحة نحو الشواطئ التركية. ستدرك اليونان أن ردّنا سيكون قوياً على كل خطوة تتخذها"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".

ونسبت "بلومبرغ" إلى شخص "مطلع على موقف الحكومة اليونانية" قوله إن الجنود متمركزون أصلاً في كاستيلوريزو، مشيراً إلى أن ما حدث كان تناوباً روتينياً للقوات المنتشرة في الجزيرة.

ولم تعلّق الحكومة اليونانية على مطالبة أنقرة بنزع السلاح من الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 12 كيلومتراً مربعاً، وهي أبعد موقع يوناني في شرق البحر المتوسط.

المناطق الاقتصادية الخاصة

وثمة خلاف بين أثينا وأنقرة في شأن ترسيم حدود المناطق الاقتصادية الخاصة بكلّ منهما. وترى اليونان وجوب أخذ الجزر في الاعتبار عند ترسيم الجرف القاري لبلدٍ، بما يتماشى مع معاهدة الأمم المتحدة للبحار، علماً أن تركيا لم توقّعها وتعتبر أن الجرف القاري لأي بلد يجب أن يُقاس من برّه الرئيس، وأن المنطقة الواقعة جنوب كاستيلوريزو تقع ضمن منطقتها الخاصة.

وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد على أن بلاده "لن تذعن للغة التهديد والترهيب والابتزاز، خصوصاً في شرق البحر المتوسط​​، وستواصل الدفاع عن حقوقها بموجب القانون الدولي والاتفاقات الثنائية"، وفقاً لـ"بلومبرغ".

أوروبا تلوّح بعقوبات

إلى ذلك، دعت المفوضية الأوروبية تركيا إلى حوار، وحضتها على الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية تؤجّج توتراً في شرق المتوسط. ونقلت وكالة "رويترز" عن ناطق باسم المفوضية قوله الاثنين إن الاتحاد الأوروبي تحرّك نحو فرض عقوبات على أنقرة، إذا لم يؤتِ الحوار ثماره.

الوكالة نقلت عن دبلوماسي بارز في الاتحاد قوله الجمعة الماضي: "كما توجد عصا (العقوبات)، سيكون هناك جزر لجعل تركيا تنخرط بجدية في حوار. هذا الجزر قد يكون إحراز تقدّم على صعيد اتحاد جمركي جديد ومزيد من الأموال لبرنامج اللاجئين" الساعين لبلوغ أوروبا.

المنطقة المتنازع عليها في البحر المتوسط شهدت في السنوات الأخيرة ​​اكتشافات ضخمة من الغاز الطبيعي، لقبرص وإسرائيل ومصر. وأسفر سعي تركيا إلى نيل حصة من تلك الموارد، إلى تأجيج توتر مع اليونان، وقبرص التي احتل الجيش التركي شطرها الشمالي، منذ محاولة انقلاب فاشلة استهدفت توحيد الجزيرة مع اليونان في عام 1974.

وانهارت جهود الوساطة الألمانية بين أنقرة وأثينا قبل أسابيع، بعدما أعلنت اليونان اتفاقاً لترسيم حدودها البحرية مع مصر، إثر اتفاق مشابه أبرمته تركيا وليبيا. وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو السبت أن بلاده استأنفت بحثها عن الطاقة في شرق البحر المتوسط​​، مضيفاً أن سفينة مسح ستجري أبحاثاً زلزالية لنحو 90 يوماً، بعدما بدأت البحرية التركية تدريبات في شمال غربي قبرص، تستمرّ حتى 11 سبتمبر المقبل.