حسن الستري

رفض عضو مجلس الشورى وعضو الهيئة العامة للمواكب الحسينية فؤاد الحاجي، تسييس الإجراءات الرسمية لموسم عاشوراء، مبيناً أن من يستشهد بالمجمعات التجارية ليطالب بفتح المآتم يضلل الناس وأنه لا صحة أن يقال إن الدولة تحاول التضييق على الشعائر.

وأضاف، أنه لا يمكن تطبيق الاشتراطات الطبية التي تطبقها المجمعات لمرتاديها على مرتادي المآتم، ويستحيل مع الفتح تقييد عدد الحضور بالمآتم خصوصاً وأن المجمعات في الأيام العادية لا تواجه ذات الزحمة التي تشهدها المآتم.



وأضاف أننا اليوم لا نتحدث عن أحداث سياسية، وإنما عن جائحة اجتاحت العالم بأكمله، ومن يحاول خلط الأورق وتسيسس المحنة التي نمر بها يستخف بعقول الناس.

وفي حوار مع "الوطن"، قال الحاجي "من ليست لديه خلفية فليسأل أهله، منذ أن حكم آل خليفة الكرام البحرين متى منعت الشعائر الحسينية؟!، حيث مررنا بأحداث الخمسينات السياسية، وأحداث الثمانينات والتسعينات وأزمة 2011، وخلالها جرى استغلال للشعائر ومع ذلك لم تمنع الشعائر.

وأكد أن التسامح الديني والمذهبي في البحرين موجود، فهناك عطايا وهبات للمآتم من حكام البحرين الكرام، والبحرين نموذج للعالم بأكمله، ومحيط العزاء بالمنامة، تحيطه معابد الهندوس والمسيحيين واليهود.

وفي موضوع أخر، توقع الحاجي استمرار النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو والنائب الثاني جميلة سلمان في منصبيهما، كما توقع استمرار رؤساء اللجان في مناصبهم باستثناء لجنة المرافق العامة والبيئة التي يترأسها، إذ ذكر أنه لا يعتزم الترشح لرئاسة اللجنة، وسيدعم د.محمد علي حسن لرئاستها.

وعن قلة الاقتراحات بقانون المقدمة من الشوريين مقارنة بالنواب، قال حاجي: "ليس العبرة بكثرة الاقتراحات، وإنما بتحول هذه المشاريع إلى قوانين".

ورد على القول بأن الشوريين يعطلون مشاريع النواب، بقوله: "لا مصلحة لمجلس الشورى لتعطيل قوانين النواب، مبيناً أن هناك مقترحات بقانون وافق عليها مجلس النواب، وحين عاد كمشروع قانون رفض من ذات المجلس..وفيما يلي نص الحوار:

- قيم لنا تجربة "عاشوراء" لهذا العام؟

كل جهود الفريق الطبي لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد19) ولقاءاته وجهود الحكومة التي جاءت بتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والاجتماعات التي قام بها رؤساء المآتم الحسينية في العاصمة، التي تشمل المنامة وسترة والسنابس وجدحفص وغيرها ساهمت بنجاح الموسم.

في اجتماع مع الفريق الطبي وإدارة الأوقاف الجعفرية ورؤساء المآتم، رد الفريق على جميع تصريحات رؤساء المآتم عن المواكب والمجالس وطريقة الضيافة بكل أمانة وصدق، وبين المحاذير التي يتوجب على الجميع تجنبها حفاظاً على الأرواح.

- كنتم حلقة الوصل بين مرتادي المآتم والسلطات الرسمية، وكان واضحاً حماس المرتادين، فكيف واجهتم هذا الحماس؟

العاطفة الجياشة في عشرة محرم تسلب التفكير المنطقي عند البعض، ولكن بالإقناع وحضور رؤساء المآتم والإدارات في لقاءات مباشرة مع الفريق الطبي بحضور محافظ العاصمة.

اجتماعاتنا بدأت قبل أوانها المعتاد كل عام، وكان الحديث مباشر بين رؤساء المآتم والفريق الطبي والمحافظ وهيئة المواكب الحسينية، وهذه أدت إلى اقتناع صاحب العاطفة بمنطق الكلام، ولولا وعي شعب البحرين وإحساسهم بالمسؤولية تجاه نفسهم وعوائلهم لما تم السيطرة على الوضع، هم رأوا قيادة حكيمة تريد أن تقدم الأفضل للناس.

- لنتحدث بصراحة، هناك من سيس الموضوع؟!

نحن نعرف أن هناك جهات تحاول خلط الأوراق، وهذا معروف عنهم، وكأننا لا نواجه وباءً يجتاح العالم، الناس تموت بالشارع خارج البحرين، وليس صحيحاً أن يقال إن الدولة تحاول التضييق على الشعائر.

الدولة عملت كل ما في وسعها، وهذا ديدنها منذ أن فهمنا، أنا بالهيئة العامة للمواكب الحسينية منذ الثمانينات، وأعرف الجهد الذي تقوم به الدولة.

فالواحد يجب أن يكون منصفاً ومن ليست لديه خلفية فليسأل أهله، منذ أن حكم آل خليفة الكرام البحرين، متى منعت الشعائر الحسينية؟!، مررنا بأحداث الخمسينات السياسية، وأحداث الثمانينات والتسعينات وأزمة 2011، وخلالها جرى استغلال للشعائر ومع ذلك لم تمنع الشعائر.

ونحن اليوم لا نتحدث عن أحداث سياسية، وإنما عن جائحة اجتاحت العالم بأكمله، لا تفرق بين شيعي وسني وبحريني وغير بحريني، فمن يحاول خلط الأوراق وتسيسس المحنة التي نمر بها فهو يستخف بعقول الناس.

التسامح الديني والمذهبي في البحرين موجود، وهناك عطايا وهبات للمآتم من حكام البحرين، والبحرين نموذج للعالم بأكمله، انظر إلى محيط العزاء بالمنامة، تحيطه معابد الهندوس والمسيحيين واليهود.

نحن فخورون بهذه القيادة وموالون لها، وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على الدعم الذي يقدم للمآتم والمواكب ومتابعته لموسم عاشوراء، لكي يظهر بمظهر يليق باسم البحرين للعالم.

المسيسون احتجوا بفتح المجمعات والأندية الرياضية، وتساءلوا لم أغلقت المآتم، ما هو رأيك؟

من يستشهد بالمجمعات ليطالب بفتح المآتم يضلل الناس، لا يوجد وجه للمقارنة بتاتاً، أي مجمع يستوعب الألوف التي تحضر المنامة بليالي عاشوراء، انظر "أزقة" المنامة فقط.

لا يمكن تطبيق الاشتراطات الطبية التي تطبقها المجمعات لمرتاديها على مرتادي المآتم، يستحيل مع الفتح تقييد عدد الحضور بالمآتم في مكان مغلق، ماذا لو تم فتح الباب وكان الحضور أكثر من العدد المتوقع؟، هل بالإمكان إدخال ناس دون ناس وقتها؟

المجمعات بالأيام العادية لا تواجه ذات الزحمة التي تشهدها المآتم، فضلاً عن زمن كورونا، فمن ذهب للمجمعات في زمن كورونا وجدها خالية، والصالات الرياضية حضورها يكون بموعد مسبق.

- لاحظنا بحسب الفيديوهات المنتشرة أن التزام المعزين بالمنامة بالإجراءات الطبية أقل من باقي المناطق، ما تعليقك؟

المساحات في القرى شاسعة ومآتمها كبيرة بخلاف المنامة التي مناطقها ضيقة، فحكام البحرين الكرام وهبوا أهالي القرى أراضٍ لبناء مآتم، ومنها مآتم مدينة عيسى ومآتم المرخ وغيرها.

- ولكن كيف واجهتم هذه التجاوزات؟

تعاونا مع محافظة العاصمة ووزارة الداخلية بالتوعية، وطلبنا من خطباء المنابر الحسينية التوعية لأن عليهم دور فعال في هذا الأمر، ويتوجب على الآخرين الإحساس بالمسؤولية، وعموماً هذه الحالات قليلة، وأغلب الناس كانت ملتزمة بالإجراءات الطبية.

- لنخرج عن موضوع الشعائر الحسينية، ونتحدث عن دورك بمجلس الشورى، لماذا لم توجه أي سؤال برلماني منذ إعادة حق السؤال للشوريين؟

بقية الأعضاء ليسوا مقصرين، وأنا مركز على مداخلتي داخل المجلس، كما أنني أترأس لجنة المرافق العامة والبيئة، ورئاسة اللجان تلقي على العضو مسؤوليات أكثر من بقية الأعضاء، نحن طوال الأسبوع في اجتماعات.

- أغلبهم زملاءك لم يتقدموا بأسئلة، كما أنني عاصرت مرحلة نزع الأسئلة البرلمانية من الشوريين، وأتذكر زعل الأعضاء وقتها على ذلك، وحين عاد السؤال لهم لم يستخدموه، فما السبب برأيك؟

السبب في ذلك، أن حق السؤال عاد للشوريين منقوصاً، فالرد يأتي مكتوباً وينتهي الأمر، بخلاف ما كان عليه الوضع في السابق، إذ كان العضو يستطيع مناقشة الوزير في إجابته.

- لا يقتصر الأمر على الأسئلة البرلمانية، أنتم مجلس تشريعي نخبوي، ومقترحات القوانين التي تقدمونها قليلة جداً مقارنة بنظرائكم بمجلس النواب؟

ليس العبرة بكثرة الاقتراحات، وإنما بتحول هذه المشاريع إلى قوانين، والإنصاف أن نسال كم عدد المقترحات الشورية التي لم تتحول لقوانين، وكم مثيلتها النيابية، أعتقد أن الفرق كبير بينا وبينهم، فالعبرة أن يصدر القانون، لا أن يقدم المقترح.

- ولكن النواب يتهمون الشوريين بتعطيل قوانين النواب..ما ردكم؟

لا مصلحة لمجلس الشورى لتعطيل قوانين النواب، هناك مقترحات بقانون وافق عليها مجلس النواب، وحين عاد كمشروع قانون رفض من ذات المجلس الذي وافق عليه.

- لربما يجاب عليك بأنكم معينون، لذلك تنفذون الرغبة الحكومية في "فرملة" القوانين النيابية، هل هذا صحيح؟

في لقاءاتنا المستمرة مع جلالة الملك المفدى، يؤكد جلالته لنا باستمرار أنه لا يوجد قيد على النواب إلا ضمائرهم، إضافة لذلك توجد قوانين رفضها الشوريون على الرغم من أن الحكومة كانت تؤيدها، والعكس أيضاً، فقد مررنا مشاريع تعارضها الحكومة.

كما أن كثيراً من أعضاء مجلس الشورى يعارضون الرأي الحكومي، ومع ذلك يتم تعيينهم، وهذا كله يؤكد أنه لا سلطة على عضو الشورى إلا ضميره كما أكد جلالة الملك المفدى مراراً خلال لقاءاتنا مع جلالته.

- تحدثت عن لجنة المرافق العامة والبيئة التي تترأسها، ما هي أبرز القوانين الموجودة لديكم؟

هناك قوانين أحيلت لنا في الأيام الأخيرة من دور الانعقاد، والجائحة أثرت علينا.

- هل تتوقع تغيراً في تشكيل اللجان ورئاستها؟

لا أتوقع، باستثناء لجنتي، لا أتوقع تغيراً في رئاسات اللجان الأخرى.

- هل أفهم من كلامك أنك لن تترشح لرئاسة لجنة المرافق العامة والبيئة؟

لا، سأدعم د.محمد علي حسن لرئاستها، وهناك توافق بين الأعضاء على ذلك.

- هل تخضع رئاسات اللجان بالشورى لتسويات كما يحصل الأمر بمجلس النواب؟

بمجلس النواب يوجد كتل، فما يجري أن أعضاء اللجنة يتفقون بالمودة غالباً، ونادراً ما تحدث انتخابات، لذلك أغلب رؤساء اللجان يبقون لسنوات، بعضهم يستبدلون بالتوافق بين أعضاء المجلس.

- هل تتوقع تغيراً في المواقع القيادية بالمجلس؟

لا، فقد أثبت النائب الأول لرئيس المجلس جمال فخرو والنائب الثاني جميلة سلمان جدارتهما، وأنهما خير من يشغل هذين المنصبين.

رئيس المجلس يرسل قبل فترة لجميع الأعضاء لمن يرغب الترشح لهذين المنصبين، والتواصل موجود بين الأعضاء، وهناك أعضاء بالسابق أرادوا الترشح، ولكنهم عزفوا عن الترشح استماعاً لنصيحة الباقين.