منذ عام 1948 وحتى الآن، لم تتغير معظم المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية، وخصوصاً دول الخليج التي دعمت الحراك الفلسطيني لاستعادة أراضيهم بكافة أشكاله، بدءاً من الحروب مروراً بالانتفاضات المتتالية وغيرها من المساعدات للأشقاء هناك.

هذا الدعم، لم يتوقف، ولم يتبدل، ولم يتغير، بل دائماً ما يؤكد قادة الخليج على أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال هي القضية المركزية للعرب ولدولهم، وجلالة الملك المفدى يحرص دائماً على التذكير بهذه القضية في كلماته السامية، بمختلف المحافل، وخلال اللقاء الأخير مع وزير الخارجية الأمريكي، أعاد للأذهان هذه المواقف الثابتة.

التبدل في المواقف جرى لدى بعض الفلسطينيين أنفسهم، ولكي لا أدخل في التعميم، فأنا أقصد الفصائل الفلسطينية، التي بدلاً من أن تتحد، انقسمت، واتجه البعض منها لإيران صاحبة فيلق القدس الإيراني الذي جال وعبث بالعواصم العربية ولم يقترب من القدس، وأخرى ذهبت إلى تركيا التي لا يعطي رئيسها سوى الوعود الشفهية فقط دون تنفيذ، وهنا ظلت هذه الفصائل طريق التحرير، وفرطت بحق العودة.

الأدهى والأمر هو تأثير أجندات تلك الفصائل على بعض أتباعهم، والذين نراهم يهاجمون ليلاً نهاراً وفي كل فرصة الدول والقادة العرب، ويمجدون خامنئي وأردوغان.

الدول العربية، تعاني الآن من مشاريع تركية إيرانية، والحروب والإرهاب في المنطقة، ومن ويلات جنون الأوضاع الاقتصادية المتذبذبة، ولديها ما يشغلها ويؤرقها، ورغم ذلك مستمرة بدعم القضية الفلسطينية دون تبدل في المواقف، ولكن بتغيير في خطط التنفيذ، وهذا لا يستدعي الهجوم غير المبرر عليها.

وبالعودة للفلسطينيين، فيجب عليهم إدراك حقائق عدة، أبرزها أن التحرير وإقامة دولة فلسطين هو الهدف، ولكن تغيير الخطط البالية والفاشلة أصبح ضرورة ملحة، وأن التعلق بحبل إيران وتركيا، أوهن من بيت العنكبوت، وسيبعدهم تماماً عن حقهم، وأن العرب هم الداعم الوحيد والدائم لهم.

كما يجب عليهم إدراك أن وحدتهم لا مناص عنها، وأن سلاحهم يجب أن يكون لحمايتهم وليس لتوجيهه تجاه بعضهم البعض، وأن جرافاتهم يجب أن تساهم ببناء دولتهم، بدلاً من هدم بيوت من لا ينتمي لحزبهم، وإلا فسيلعن التاريخ كل خائن، ولن يرحم كل من ظل الطريق.

* آخر لمحة:

على بعض الفصائل الفلسطينية عدم تنفيذ أجندات خارجية داخل بلدهم، والدخول في مغامرات غير محسوبة من أجل المرشد سواء في طهران أو إسطنبول، ولهم في 4 عواصم عربية العبرة.