تفضل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالقول بأن «السلام خيار استراتيجي لكن ليس على حساب قضية فلسطين» وأن «الإمارات هي البلد الثاني للفلسطينيين» وتشديده على «تمسك الإمارات بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية» رد مختصر ومهم على كل من اعتبر خطوة الإمارات إقامة علاقات مع إسرائيل تغريداً خارج السرب وطعنة في الظهر وسعياً لإنهاء القضية الفلسطينية، فما قيل ولا يزال يقال من قبل البعض الذي اعتبر التطورات الأخيرة فرصة للإساءة لدولة الإمارات فأساء تجاوز غير مقبول واتهام لا قيمة له لأنه ببساطة لا يمكن لأحد أن ينكر الدعم اللامحدود الذي ظلت تقدمه الإمارات طويلا لفلسطين والقضية الفلسطينية.

واقع الحال يؤكد أن الإمارات مع القضية الفلسطينية قلباً وفعلاً وأنها مستمرة في احتضان الفلسطينيين ودعمهم، فأن تترجم الإمارات رؤيتها لحل هذه القضية وتؤمن بأن هذا الأمر ممكن عبر هذا الباب فهذا يعني أنها مع القضية وليس ضدها. كل الذي حصل هو أن الإمارات وصلت إلى قناعة بأن استمرار العرب والمسلمين في مواجهة إسرائيل والدخول معها في حروب جديدة في ظل الظروف والأوضاع الحالية أمر لن يخدم القضية الفلسطينية ولن يعيد ما أخذته إسرائيل وأن الأفضل هو تجربة الحلول الأخرى التي أساسها السعي معاً إلى السلام، وهذه خطوة من الطبيعي أن تجد التأييد من كل عاقل ومن كل متألم لأحوال الفلسطينيين الذين من حقهم أن يعيشوا كما يعيش الآخرون.

ليس من العدل تصنيف الخروج عن المألوف في باب الخيانة وليس من العدل اعتبار هذا الخروج تقصيراً في حق الفلسطينيين وتخلياً عن القضية المركزية وقضية العرب والمسلمين الأولى خصوصاً وأن الحديث هنا عن دولة الإمارات التي هي الداعم الدائم للفلسطينيين والقضية الفلسطينية والتي لم تتاجر قط في هذه القضية ولا تقبل بالرقص على آلام الآخرين. وبالعامي الفصيح «ما على الإمارات زود».

عليه فإن كل ما يقال من كلام سالب عن الإمارات تجاوز مرفوض.