مع قرب العودة للمدارس وبدء الحياة التعليمية ما بين دراسة عن بعد وحضور شخصي فإن المؤسسات التعليمية أمام تحد كبير وهو الظهور بصورة أفضل مما ظهرت عليه في بداية أزمة كورونا، فتجاوز الحلول الترقيعية والعمل بحلول تمت صياغتها بما يتناسب مع الأوضاع للفترة القادمة سيعكس مدى استفادة المؤسسات التعليمية من درس كورونا الذي لحق بالعالم بأسره.

ولعل الكثير من المؤسسات اتفقت على إيجاد آلية حضور لعدد معين من الأيام وتتم الدراسة عن بعد لبقية الأيام، ومن هنا يجب على هذه المؤسسات أن تبتعد عن أسلوب التلقين والاتجاه لاستخدام آلية البحث وتعليم الطالب على استخراج المعلومة وفهمها، كما يجب إيجاد بعض المواد الخاصة بمهارات العرض والإلقاء ليكون الطالب في كامل جاهزيته لخوض تجربته الجامعية دون تخوف.

في حديث مع أحد الأكاديميين بجامعة البحرين أخبرني بأن الكثيرين ممن يصلون للجامعة يفتقدون أدنى مهارات التواصل والعرض والإلقاء، بل إن بعضهم لم يقف أمام صف قط فتجد الكلمات تهرب منه ويتصبب عرقاً حتى وإن لم يكن سوانا في الفصل.

إن أهمية تنمية المهارات الشخصية للفرد تسير بشكل متواز مع أهمية الشهادة الأكاديمية، فالشهادة لم تعد سلعة نادرة فهناك ألوف ممن يحملون الشهادات عاطلون عن العمل، بل هناك ممن هم من حملة الشهادات العليا ومع ذلك فهم يعملون في مجال لا صلة له بمؤهلهم الدراسي، هنا تكمن أهمية المهارة الشخصية التي تكون هي العملة الفارقة عندما تكون في الزحام، فبعض المهارات الحياتية كالذكاء العاطفي والانضباط إضافة للجدية هي علامات فارقة عند دخولك المنافسة مع من هم في سنك ويحملون نفس مؤهلك.

ومن الأمور الأساسية التي ينبغي أن ينتبه لها المقبل على الحياة الجامعية ومن بعدها سوق العمل هي تقوية لغته الإنجليزية وبطبيعة الحال اللغة العربية، فليس من المستغرب أن يكون هناك ضعف في لغتك الإنجليزية ولكن المثير للعجب هو ضعف لغتك العربية وأنت ابن وطن عربي وتعيش في مجتمع عربي ومن عائلة عربية ولكنك لا تتقن لغتك لأنك آثرت الحديث بالإنجليزية لتنسى العربية وهذا هو حال الكثيرين من مرتادي المدارس الخاصة الذين يغفلون أهمية اللغة العربية ويتخرج أحدهم وكأنه أجنبي فعندما يطلب منه قراءة نص بالعربية تجده يتلعثم بينما يستطيع قراءة شكسبير بطلاقة متناهية، والحديث هنا يطول فيما يجب علينا تجاه لغتنا الأم.