منذ بدء الخليقة لم يكن هناك معتقد واحد، ولم يكن هناك دين واحد، ولم يكن هناك عرق واحد، ولم ولن يكون.. فالعالم مبني على الاختلاف والتنوع وهي قاعدة أصيلة يجب أن يستوعبها كل فرد يريد أن يعيش على هذا الكوكب. خلقنا الله بألوان وأشكال مختلفة، وجعلنا قبائل وشعوب لنتعارف ولنتقاسم العيش على هذه الأرض التي تتسع للجميع.

فلماذا رغم بلوغنا عام 2020 نرى أشخاصاً «عنصريين وطائفيين»؟؟!!

من حسن حظي أنني ولدت وترعرعت في البحرين، هذه الجزيرة التي استوعبت الجميع، واحتضنت جميع الأديان والعقائد والأطياف، والتي ينص دستورها حرفياً على أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، ويتساوى المواطنون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة.

فلماذا رغم بلوغنا عام 2020 نرى أشخاصاً «عنصريين وطائفيين»؟؟!!

لا أتحدث عن البحرين بل عن العالم أجمع، لماذا لا يزال البعض يعتقد أن من يختلف معه في الفكر أو الشكل أو اللون أو النسب أو المعتقد «ندٌّ» له؟؟

لماذا ما زالت العنصرية والطائفية موجودة على الرغم من التقدم العلمي، والتربية الحديثة، والعولمة، ومفاهيم التعايش والتسامح؟؟

* رأيي المتواضع:

اختصر ملك الإنسانية والتسامح حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مدى الرغبة الصادقة بأهمية التسامح داخل المجتمعات قائلاً جلالته حرفياً: «كأب للجميع والمسؤول الأول في هذه الأسرة الكبيرة، فلن يسعدني أكثر من أن أراكم متحابين.. متقاربين.. ومتسامحين في تبادل الآراء وتقبل الاجتهادات ووجهات النظر فيما بينكم.. بلا حواجز من التحزب الفاصل بين الأخ وأخيه».

وفي رأيي المتواضع إن العمل بما جاء به حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى اختزل قاعدة التعايش والتسامح فقاعدة تقبل الآراء ووجهات النظر وعدم التحزب تجعل المجتمعات متآلفة ومتحابة ومتسامحة.. فلنعمل بهذه القاعدة الذهبية، من أجل مجتمعات متآلفة ومتحابة تحقق أكبر قدر من النماء والازدهار. فالتحزب والطائفية لا يؤسسان لمجتمعات مزدهرة بل تقضي على استقرار هذه الدول والمجتمعات.