لا يحتاج من يعيش بين أهل البحرين إلى وقت كي يدرك مدى السلام الداخلي والتعايش السلمي وحالة الوئام الديني التي يتمتعون بها، ويعيشونها، سواء بين بعضهم بعضاً، أو بينهم وبين الوافدين إليهم أو المقيمين معهم، وهذا ما ينعكس إيجاباً على سلوكهم وتعاملاتهم، لتنتقل تلك الصفات الحميدة، من جيل إلى جيل، عبر مئات السنين، في عملية نهل جميلة، تؤكد طيبة أهل تلك البلاد وتراحمهم وتوادهم، وفي نفس الوقت، تبرز للعالم، كيف استطاع البحرينيون بفكرهم المستنير أن يكافحوا الفكر المتطرف والعنف والكراهية والإرهاب.

وتتضح تلك الصورة كاملة في المناسبات الدينية ومن خلال ممارسة الشعائر، حيث يتبين مدى احترام فكر الآخر وعقيدته ورأيه، وحيث تبرهن بالدليل العملي على مسألة التعايش السلمي التي يتمتع به البحرينيون وما يمتلكونه من تعددية وتنوع وتسامح ووئام ديني، فيما ربما تفتقد شعوب ليست بالقليلة تلك الصفات الطيبة.

وربما ظهر ذلك جلياً خلال الأيام الماضية من خلال إحياء مراسم ذكرى عاشوراء، وكذلك مشاركة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، في احتفالية أونام للديانة الهندوسية.

وإذا كانت تلك الأرض الطيبة قد شهدت منذ مئات السنين ملحمة التسامح والتعايش، فقد جاء ميثاق العمل الوطني ليرسخ تلك الصفات ويؤكد عليها، وفي هذا الصدد، كانت مبادرات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، هي المرجعية في ترسيخ مبادئ سامية تقوم على نهج الاعتدال ونبذ التعصب، لتظهر فكر جلالة الملك المفدى وفلسفته في نقل تجربة البحرين في الحريات الدينية من المحلية إلى الإقليمية والعالمية.

لذلك فإن مبادرات جلالة الملك المفدى المتمثلة في مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان، ومركز الملك حمد للسلام السيبراني، وبرنامج الملك حمد للإيمان في القيادة، كلها مشروعات ومبادرات سامية تؤكد للعالم أجمع النهج القومي للبحرين في تعزيز منظومة التعايش السلمي والتسامح والوئام الديني واحترام حقوق الآخرين وحرياتهم.

* وقفة:

* «إن الجهل ببواطن الأمور هو العدو الأول للسلام، لذلك فمن واجبنا أن نتعلم، ونتشارك، ونحيا معاً في ظل عقيدة الإيمان بروحٍ من الاحترام المتبادل والمحبة»، «من كلمات حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى».