مما جاء في وصف الجنة، أنه بمجرد أن تخطر على بالك فكرة فهي محققة على الفور «كن فيكون». ولو تأملنا بعض المساعي العلمية اليوم، يبدو أنها تسعى لمحاكاة بعض تلك الصفات بطريقة ما، حيث ربط الدماغ بشبكة إنترنت واسعة النطاق، فإن شعرت برغبة في إغلاق المكيف فستجده يغلق على الفور، أو في تشغيل الميكرويف لتسخين غدائك فستجد غداءك ساخناً بانتظارك، وغيرها كثير. وقد لا تبدو أفكار كهذه خيالية جداً، فبعضها قد تحقق بالفعل، ولكني ما زلت أشير إلى تحققها عبر التفكير المجرد بدون إصدار أمر صوتي أو بالنقر على أزرار تطبيق أو جهاز ما.

تأتي المساعي العلمية لتحقيق هذه الفكرة من خلال شريحة إيلون ماسك التي جربها مؤخراً على الخنزير، ولكنها كانت فكرة تراوده منذ عقود، ويبدو لي أن ما تحقق بشأنها من تقدم يفوق بكثير ما تم عرضه مؤخراً، وكنت قد تحدثت في وقت سابق حول الشريحة التي تزرع في الدماغ، وكيف أنها قد تبدو مذهلة على المستوى العملي ولكنها أيضاً شكل جديد من نظام الاستخبارات الدولية التي تجعلك مكشوفاً ليس على مستوى السلوك وحده وإنما حتى على الأفكار، أي فكرة قد تخطر ببالك مهما بدت خاصة جداً كتفكيرك بقضاء حاجتك مثلاً وقس عليها بقية الخصوصيات الأخرى..!!

ويبدو أن الترويج لتلك الشريحة مستقبلاً سيقوم على إبدالها محل الهويات والأوراق الرسمية خاصتك على نحو إلزامي، فتلك الشريحة تختصر حياتك بالكامل من بيانات شخصية وملف صحي وسجل تعليمي وجنائي وحركة أموالك ومشترياتك ونوعية غذائك وأنشطتك اليومية وكل شيء، فضلاً عن نوعية أفكارك ونزعاتك.!! ولذلك يبدو أن الشريحة التي هي نوع من الخيال العلمي سابقاً ومنجز يروج له لمزيد من الرفاهية والتخاطر بين البشر، سيكون قادراً على إحكام قبضته عليك على نحو خانق، وستحبه وتتقبله برحابة صدر كما حدث مع أجهزة الموبايلات مثلاً التي انتهكت خصوصياتنا وحرياتنا فضلاً عن تحولها لجهاز تعقب نحمله بإرادتنا.

* اختلاج النبض:

قد يبدو ذلك أمراً بعيد التحقق، ولكن التحضير له بدا جاداً جداً.. بل واتخذ من كورونا موجة ضخمة يركبها للتنفيذ.. فقط فكّر بالأمر واعرف عنه المزيد.